الإثنين: 2006.10.30

الحكو..مات نغمة جديدة في هواتف العراقيين

بغداد ـ زينب جعفر

شبّه العراقيون الفنان الكوميدي سعد خليفة بشارلي شابلن بعد ادائه الذي شد الجمهور علي مدار شهر رمضان المبارك في المسلسل النقدي اللاذع raquo;الحكو..ماتlaquo; الذي انتجته قناة الشرقية. واصبح نجم raquo;الحكو..ماتlaquo; حديث الشارع العراقي وانتقل الي بيوت العراقيين المغتربين في شتي دول العالم. وأنتشرت أغنية مقدمة البرنامج التي كتبها الشاعر raquo;طالب السودانيlaquo; بين ملايين العراقيين داخل وخارج العراق ونقلت الي الاقراص المدمجة وعلي مواقع الانترنت وحولها الشباب الي نغمة أولي في هواتفهم النقالة.


وعلي الرغم من أن كلمات الأغنية التي انتشرت في دول العالم وفاق طلبها التوقع بعد توفرها علي محرك البحث العالمي raquo;غوغولlaquo; في خدمته الفيديوية الجديدة تثير الضحك مع سماعها لأول مرة، الا ان التمعن في كلماتها يثير الحزن علي واقع عراقي مرير. ويظهر الممثل سعد خليفة الذي منح الكتاب السياسيين فرصة استعارة عنوانه raquo;الحكو..ماتlaquo; بنفس دلالته الساخرة في بداية الأغنية يقول raquo;خالة خالة.. أنا آخر عراقي ظليت وللآن لا املك بيتlaquo; لينتقل بعد ذلك ويعرض مأساة العراقيين اليومية المتمثلة بالقتل علي الهوية، ويمضي البرنامج في فقراته ليعرض اعنف نقد عبر فكرة نشرة اخبارية يقدمها شارلي شابلن العراق الجديد.
ومنذ اليومين الأولين من شهر رمضان اصبح العراقيون يتابعون هذا البرنامج بمنتهي الأهمية من دون ان يفوتوا شيئا منه، وفات تاثيره بعد انتهاء حلقاته الامر الذي يضع ادارة قناة الشرقية أمام مسؤولية تعاطف الجمهور واعداد جزء ثان منه. وانتقلت حلقات البرامج الي مواقع الانترنت وبات متاحاً علي محركات البحث العالمية صوتاً وصورة خصوصاً اغنية المقدمة. ويعتمد البرنامج، علي فرضية فنتازية تقول، إنه في عام 2017 لم يبق أي عراقي سوي سعد خليفة، حيث يجوب العالم بعد أن وجد نفسه أمام أناس علي شاطئ أحد البحار، ليشرح لهم ما تعرض له العراق، فتارة يظهر مديرا لمحطة فضائية، وتارة أخري مقدم برامج اقتصادية، تحت عنوان quot;السوق اليومquot; وتارة ثالثة مقدم لبرامج رياضية، وهكذا. ووضع خليفة الذي يعد من جيل فني معاصر الكوميديا العراقية علي بركان هائل، الامر الذي دفع زملائه الاخرين الي اعادة حسابات نتاجهم والتفكير جيدا قبل الاقدام علي عمل كوميدي جديد، فخليفة أصبح شارلي شابلن العراق المعاصر. وعد خبراء اعلاميون ونقاد تجربة خليفة بانها أداة مقارنة لاشعورية للمشاهد عن مفهوم الديمقراطية الحديث في العراق، والدلالة الاستعارية لاسم البرنامج وباتت شائعة بين الكتاب السياسيين في سابقة مثيرة للجمع بين السخرية والجد المرير، الامر الذي دفع بعض raquo;الحلقات الضيقةlaquo; في العراق الي مهاجمة البرنامج وبطله. وانتقل صدي أداء سعد خليفة الذي سبق وان عرف بادوار اخري غير كوميدية مثل مشاركته في مسلسل raquo;المتنبيlaquo; الذي أدي فيه خليفة المسلمين المنتصر بالله، ومسرحية ماكبث للمخرج باسم عبد القهار، الي وسائل الاعلام العربية ووكالات الانباء العالمية الامر الذي يفتح أمامه باب العالمية.