علي الرز

أخيرا ظهر الحق وزهق الباطل... سقط بوش في شر اعماله وسقطت ادارته في المستنقع الذي وضعت نفسها فيه، وهاهم النشامى الديموقراطيون يتقدمون الصفوف انتخابيا في المجلسين للجم سياسات الجمهوريين ضدنا وانهاء مشاكلنا.
والحقيقة اننا لا نبالغ ابدا في هذه القراءة ولا نخطئ في الحسابات مهما صدر عن الديموقراطيين لاحقا من مفاجآت قد تخيب املنا، المهم ان ما قلناه لجميع من زارنا والتقانا ثبتت صحته، وها هو الرئيس الاميركي يدفع ثمن مخططاته ضدنا وثمن سياسته الخارجية القائمة على العدوان. ونعتقد ان تعاونا بناء وصادقا مع الديموقراطيين الذين سيفوزون ايضا بالرئاسة المقبلة سينهي الكثير من مشاكلنا وسيكشف للعالم سبب مآسي المنطقة.

لا ندعي القداسة لكننا انقياء لا نخطئ وكل مشاكلنا سببها الآخر سواء كان غربيا او شرقيا.
لا طائفية بيننا ولا تعصب ولا عنصرية ولا احقاد،وكل ما يظهر بيننا في هذا الاطار سببه هم، بل نكاد نجزم ان بعض الاميركيين الجمهوريين اعتمدوا الاسلوب laquo;الانتحاريraquo; وفجروا انفسهم بمرقد هنا ومسجد هناك او لغموا انفسهم لاغتيال هذا المسؤول او ذاك، فقط لتعميق الطائفية او التخطيط لمؤامرة تشق صفوف الاشقاء والحلفاء. تخيلوا الى اين وصلت بهم الامور... اميركيون انتحاريون!
ولدنا خالين من شهوة القوة ونزعات العنف، نحن الذين لم نضطهد بعضنا بعضا ولم نرتكب بحق مجموعات بشرية ومذهبية وعرقية اي اساءة او ابادة. ومثلما تفوقنا في قراءتنا السياسية عن فوز الديموقراطيين، نستطيع ان نكشف الآن ان الجمهوريين هم وراء غالبية اعمال العنف التي ألصقت بنا، ويوما ما سنكشف محضر التحقيقات مع السجناء السياسيين فترون بأم العين مدى علاقة هؤلاء بالاستخبارات الاميركية، اضافة (وهنا المفاجأة) الى محاضر التحقيقات مع المحققين الذين عذبوا السجناء وسترون ايضا وبأم العين علاقة هؤلاء المحققين بالاستخبارات الاميركية. اولاد الـ (...) يلعبونها في كل الاتجاهات ولا بد ان نحترم عقولهم الشيطانية ... ولكن هذه الحركات تمشي في دول اميركا اللاتينية وبعض الدول الافريقية ولا تمشي عندنا.

ذبحنا الجمهوريون ، جعلونا لا نملك الفعل او التخطيط او حتى التفكير، اوقفوا كل خطط التنمية التي نعدها واجبرونا على الدخول في لعبة رد الفعل حتى صار الصمود سياستنا الدائمة. فليرحلوا عنا بمؤامراتهم وسنريهم فلسفتنا في التنمية والعدالة والحريات والمساواة ودولة القانون التي لا مكان فيها للمحسوبيات العائلية او الطائفية.
لم نستطع بناء مستشفى محترم بسببهم ولا جامعة متطورة بسببهم ولا قطاع مصرفي نشط بسببهم. بل اكثر من ذلك اضطررنا الى وضع الوفر الناتج عن
بعض الثروات في ايدي اهل الثقة ممن نعرفهم بدل اهل الخبرة لادارتها بما يخدم مصلحة البلد كون المؤامرات الاميركية لا حدود لها ولا يمكننا ان نضع قوتنا ومالنا في ايدي من قد يتآمر لاحقا مع السي آي اي .

ثم يقولون الارهاب والحرب على الارهاب، هم اخترعوه وهم ذاقوه ولو كان الديموقراطيون في الحكم لما حصل ما حصل. صحيح ان سفارات تفجرت وكلينتون قصف افغانستان والعراق، لكن الامور كانت لتبقى في هذه الحدود ولا تتحول الى حرب حضارات كما يحصل الآن. ويقولون اسرائيل وما ادراك ما اسرائيل، لكن الديموقراطيين يوازنون بين دعمهم لاسرائيل والصفقات الاخرى في المنطقة من اجل استقرار اكبر... اي بالعربي الفصيح laquo;بيطنشوraquo; ويغضون النظر عن التفجيرات والاغتيالات والانتهاكات الدائمة.
ها هم الديموقراطيون في الغالبية غير الوهمية، اقبلوا على جياد بيض واطاحوا وزير الحرب دونالد رامسفيلد، ها هم الادرى بمصالح اميركا الخارجية يمسكون القرار وسيبدأون حركة تصحيحية للمسيرة الجمهورية. المزعج الوحيد في الامر انهم وصلوا باصوات الناس وبانتخاب حر... ليتهم وصلوا بطريقة اخرى لتكتمل فرحتنا. ليتهم تعلموا من الآخرين كيف تكون الحركات التصحيحية.