الثلاثاء: 2006.11.14

الأمم المتحدة: أسباب الصراع بين الغرب والمسلمين سياسية لا دينية

اسطنبول - حسني محلي

سلم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الاسباني خوسيه ثاباتيرو أمس الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الوثيقة النهائية لمبادرة تحالف الحضارات التي أطلقاها العام الماضي، والتي تضمنت سلسلة من الاقتراحات العملية تهدف لتحقيق التقارب والحوار والتحالف بين الحضارات والثقافات والأديان المختلفة. وحضر حفل تسليم الوثيقة في اسطنبول عدد كبير من الشخصيات السياسية والثقافية والدينية والأكاديمية من مختلف دول العالم، بينهم الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي والأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين احسان أوغلو والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والشيخة موزة حرم أمير قطر، والراهب الافريقي دوزموند توتو ووزير خارجية فرنسا الاسبق فيدرين.

وأكد رئيس الوزراء التركي في المؤتمر ضرورة العمل المشترك ضد كافة أنواع العنف والتشدد والتطرف والإرهاب، ودعا جميع دول العالم وحكوماتها ومنظماتها الشعبية لتحمل مسؤولياتها في هذا المجال. ووصف اردوغان تركيا الاسلامية العلمانية الديمقراطية نموذجاً مثالياً للحوار بين الحضارات والثقافات.

وقال إن اسطنبول استضافت العديد من الحضارات المختلفة خلال مراحل التاريخ، ولفت الانتباه إلى ما يحدث في العراق وفلسطين ولبنان، قائلاً: إن مثل هذه الأحداث تمنع وتعرقل التقارب بين الشعوب والدول وتستفز مشاعر العداء بين المسلمين والغرب. بدوره أكد رئيس الوزراء الاسباني ثاباتيرو أهمية الديمقراطية في الحوار بين الحضارات والثقافات، وقال: علينا جميعاً أن نتعلم من بعضنا البعض، كما علينا أن نفهم ونعي حقائق أدياننا وثقافاتنا بعد ان نتخلص من قناعاتنا المسبقة الخاطئة بحق بعضنا البعض. فيما أكد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أهمية وثيقة اسطنبول، وقال: يجب ان نرفض كافة أنواع التسلط والتحكم والإرهاب ونحترم قيمنا الدينية والثقافية والحضارية. وقال إن الصراع الحال يبين الغرب والمسلمين أسبابه سياسية وليست دينية، وأكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين احسان أوغلو بدوره ضرورة تغيير صيغة الحوار من حوار بين رجال الدين والمثقفين والشخصيات الاجتماعية إلى حوار بين السياسيين حتى يتسنى للحكومات والدول ان تتخذ الاجراءات العلمية لمنع المزيد من الفتور والتوتر والعداء بين الأديان والثقافات.

وفي مدريد، اتهم متحدث الحزب الشعبي الرسمي للجنة السياسية الخارجية بالبرلمان الاسباني جوستايو دي اريستيجي، رئيس الوزراء الاسباني بالترويج لمبادرة وهمية في اشارة إلى مبادرة تحالف الحضارات.

وقال اريستيجي معلقاً: ldquo;ثاباتيرو يسافر إلى الخارج ويرجع ليبيع لنا ما يطلق عليه البعض المبادرة الوهمية تحالف الحضارات، ونحن نقول انها خطرة وتمثل تهديداًrdquo;. وكان ثاباتيرو قد قال في اسطنبول ان العالم أصبح لا يحتمل الصمت أمام الأوضاع في الشرق الأوسط، وإن اسبانيا ستقوم بمبادرة باسم الاتحاد الأوروبي لمحاولة فتح آمال جديدة لحل الصراع بين الفلسطينيين وrdquo;الإسرائيليينrdquo; في المنطقة.