بدأ التشيع المنظم في السودان منذ مطلع التسعينات
الخرطوم - النور أحمد النور
أثارت الحملة التي أطلقتها جماعات إسلامية سودانية لمناهضة الفكر الشيعي في البلاد جدلاً واسعاً. ورأت قيادات شيعية أن الحملة وراءها laquo;أجندة سياسيةraquo; تترافق مع laquo;ما تتعرض له إيران والشيعة في العراق ولبنانraquo;. ونفت في شدة أن يكون للشيعة السودانيين أي ارتباط خارجي.
وكان laquo;المجلس الأعلى للتنسيق بين الجماعات الإسلاميةraquo; الذي يضم أبرز التيارات الإسلامية في السودان، حذر من laquo;مخطط كبير لنشر المذهب الشيعي وراءه طهرانraquo;. وأشار إلى أن laquo;قرى بأكملها تشيعت، كما انتشرت الحسينيات والزوايا في العاصمةraquo;. وطالب الرئيس عمر البشير بإغلاق المستشارية الثقافية الايرانية، وفتح تحقيق فى دخول كتب شيعية وعرضها في معرض الكتاب في الخرطوم أخيراً.
وانتقد قيادي شيعي تحدث أمس إلى laquo;الحياةraquo; هذه الحملة. ونفى أي دور لإيران في حركة التشيع في البلاد. وقال إن طهران laquo;نأت بنفسها عن التعامل مباشرة مع المجموعات الشيعية في السودان، لتجنب الصدام مع الإسلاميين الذين يمسكون بزمام السلطة في البلاد. وفضلت التغلغل عبر بعض الطرق الصوفية ودعمهاraquo;.
وأضاف القيادي، وهو إعلامي رفض نشر اسمه، أن laquo;التشييع المنظم في السودان بدأ مطلع التسعينات عبر مجموعة من الإسلاميين تأثروا بأفكار علي شريعتي، حين حضر إلى الخرطوم مسؤول في الحركة الرسالية، وهو تنظيم له امتداد في الجزيرة العربية وإيران وسورية، لتأسيس تنظيم سوداني. لكن سرعان ما انشق التنظيم الوليد إلى تيارين بفعل تأثير إيراني. وصار مرجعية التيار الاول الشيرازى والآخر الخميني. واستطاع الشيعة إرسال كوادر من الشباب إلى حسينيات محمد هادي المدرسي في سورية والحوزات الدينية في إيرانraquo;.
وأشار إلى أن في السودان حالياً مجموعة شيعية laquo;لها حسينية شرق الخرطوم وأخرى جنوبها، وتتبع الحركة الرسالية، وتتخذ من المدرسي مرجعاً لها، وليست لها صلة مباشرة مع طهرانraquo;. وأكد أن السلطات السودانية سمحت للشيعة بممارسة نشاطهم لفترة، قبل أن laquo;تنقلبraquo; عليهم في العام 1999، laquo;بسبب اختراقهم قواعد الاسلاميين، خصوصاً الطلاب والشبان، ما بات يهدد الحركة الإسلامية التي تعتمد على هذين القطاعين في تطبيق برامجها السياسية والعسكرية في الحكمraquo;. وأضاف أن laquo;السلطات سحبت في تلك الفترة ترخيص مركز الكوثر الثقافي الذي ينشر الفكر الشيعي عبر توزيع الكتب وإقامة الندوات والمعارضraquo;.
ونفى مسؤول حكومي لـ laquo;الحياةraquo; أي صلة للاستثمارات الايرانية في البلاد بالنشاط الشيعي، مذكراً بأن laquo;دوائر معاديةraquo; لحكومته أثارت فى بداية حكم البشير اتهامات بتلقي الخرطوم أسلحة إيرانية وارسال طهران خبراء عسكريين إلى السودان. laquo;لكن الحكومة الايرانية لا تزال تتحفظ على توسيع التعاون التجاري والاقتصادي مع السودان، وتطالبنا بسداد ديون أصلها شحنات نفط وصفقات اخرى خلال الحصارraquo;.
التعليقات