الثلاثاء: 2006.02.28
بغداد - فائز جواد
كشف رئيس حزب الأمة سعد صالح جبر لـ (الزمان) أمس، أنه بادر قبل 22 عاماً الى وضع الرئيس السابق صدام حسين على طاولة التحليل النفسي، وأن النتائج كانت (مثيرة جداً).
وقال جبر في معرض حديثه لـ (الزمان) عن محاكمة صدام التي ينتقد كثير من العراقيين تباطِئها (في التاسع والعشرين من أيلول 1984، قمت بتجربة وُصفت بالفريدة في حينه، بعد أن حصلت على معلومات خاصة ودقيقة عن صدام حسين بشأن نشأته منذ طفولته وحتى العام 1984).
وكان جبر في حينها أحد أبرز القيادات المعارضة لنظام صدام حسين، وأسس في حينه مجلس العراق الحر، الذي ضمّ كثيراً من الشخصيات المعارضة التي انتقلت لاحقاً الى كيانات سياسية خاصة بها، وبعضها يتصدر مشهد الحكم الآن.
وقال جبر (بادرت بتقديم هذه المعلومات عن نشأة صدام الى أحد علماء طب الأمراض النفسية، من دون أن أبلغه أنها معلومات عن صدام، إذ لم أرد أن يعرف الطبيب اسم الشخص الذي ينوي تشخيص حالته، حرصاً مني على الطابع الإكاديمي للتحليل، وهكذا قام الطبيب بتشخيص الحالة من دون أن يعرف أن المعلومات تتعلق بصدام حسين).
وأضاف جبر أنه (بعد التشخيص عرضت النتائج الأولية على علماء أخرين ليسهموا بإغناء التحليل، فجاء تقـــــرير الطبيب، والعلماء ليؤكد أن سجل هذا الشخص والمعلومات التي توفرت تشير الى ما يلي:
1- افتقرت نشأته الى الاستقرار أو الى العلاقة العاطفية البنّاءة مع الأب، وإن غياب مثل هذه العلاقة يمكن أن يؤدي الى عدم القدرة على الثقة بالآخرين، حتى بأقرب الأقارب والأصدقاء والزملاء.
2- هذا الافتقار للثقة بالآخرين يمكن أن يؤدي الى مرض جنون الارتياب (بارانويا) والعدوانية، وإن المريض موضوع التشخيص يمكن أن يكون في حال خوف دائم من الآخرين، وما أن يسيطر الخوف على تيار الأفكار حتى يؤدي الى رغبة جامحة في اكتساب القوة لمقاومة الشعور بفقدان الراحة الفكرية والأمان النفسي.
3 - يمكن أن يكون هذا الشخص خاضعاً لأمور خيالية تؤثر في أفكاره وسلوكه، حين تتطور هذه (الخيالات) الى أوهام تصبح عاملاً أساساً توجه أعماله كافة، وبالتالي فإن ذلك سيقوده الى (تقمص العظمة) و(جنون العظمة) ويتزايد شعوره بالقوة فلا يقف عند حد.
4- إن الحرمان العاطفي وغياب الحياة العائلية العادية خلال فترة الطفولة يسببان الغيرة والحسد، وبعد ذلك يولدان شعوراً قوياً بالانتقام.
إن شخصا بهذه الخلفية يمكن أن يكون عدوانياً ووحشياً ومتهوراً تماماً، ويفتقد الى الإحساس بالندم أو الذنب، وفي الواقع لابد أن يكون هذا الشخص ذا قدرة خارقة على تسويغ كل عمل يقوم به، ويمكنه أن يسوّغ لنفسه ضرورة أي عمل يقوم به مهما كان هذا العمل، ومن ضمنه أن يتنكر للتقاليد والأعراف والدين والقيم المعنوية).
ورداً على ســؤال بشأن ما إذا كان صدام قد اطلع في حينه على نتائج هذا التحليل النفسي لشخصيته، قال جبر (الأكيد أنه اطلع عليها، لأنها نشرت في حينه في جريدة التيار الجديد التي كنا نصدرها في حينه في لندن)، وأضاف (وعلى أية حال، فإن نتائج التحليل من وجهة نظري يمكن أن يُستفاد منها لتفسير سلوك صدام في جلسات محاكمته).













التعليقات