الإثنين: 2006.04.10

عبدالعظيم حماد


ليسوا سواءrlm;,rlm; فايديولوجية الليكود أو الصهيونية التنقيحية استعمارية وعنصرية استئصاليةrlm;,rlm; وإيديولوجية حماس تحريرية لشعب مضطهدrlm;,rlm; وأرض مغتصبةrlm;,rlm; أما وجه الشبه الذي جعلنا نجمع بينهما في التنبؤ بنهايتهماrlm;,rlm; فهو ثبوت فشل رؤية كل منهما لمتطلبات وشروط تسوية أو تصفية الصراع الاسرائيلي الفلسطينيrlm;,rlm; تلك الشروط المستمدة فقط من المصدر الإيديولوجيrlm;,rlm; حتي وإن كانت الحقائق الجيواستراتيجية تحكم مقدما باستحالة تحققهاrlm;.rlm;

بعد أقل من عام واحد من اعادة انتخاب آرئيل شارون رئيسا لوزراء اسرائيل علي رأس تكتل الليكود تحدث إلي صحيفة ليبراسيون الفرنسية قائلاrlm;:rlm; إنه ليس كغيره من السياسيين الاسرائيليين الذين فقدوا الشهية الصهيونية لضم الأراضي شبرا شبرا من أجل اقامة اسرائيل الكبري تحقيقا للايديولوجية الصهيونية القائلة بفلسطين من البحر إلي النهر دولة لليهود فقطrlm;,rlm; ولكن شارون هذا نفسه هو الذي انشق علي الليكود استعدادا للانتخاباتrlm;.rlm; علي رأس حزب جديد يتخلي عن مشروع اسرائيل التوارتية الكبريrlm;,rlm; ورغم ان هذا الحزب كاديما لم يحصل علي عدد المقاعد التي تنبأت له بها استطلاعات الرأي ـ قبل أن يختفي شارون من الحياة السياسية ـ فإن هزيمة الليكود الانتخابية المهينة هي التي حكمت بنهاية ايديولوجيتهrlm;..rlm; ولايعتد هنا بتقدم حزب اسرائيل بيتنا ـ الذي يعتنق الايديولوجية نفسها ـ لأنه تعبير أثني أو طائفي عن اليهود الروس المهاجرين حديثا إلي اسرائيلrlm;,rlm; بمعني أن الكتلة الرئيسية من جمهور الناخبين الاسرائيليين قد طرأ عليها ما طرأ علي فكر شارون السياسي وفريقه من تغيرrlm;,rlm; وبذلك هزم اليمين القومي الاسرائيلي هزيمة واضحة ـ وربما تكون قاضية ـ لأول مرة منذ عامrlm;1976,rlm; ذلك العام الذي نجح فيه مناحيم بيجين في تكوين تكتل الليكود ليضم كل قوي اليمين المنبثقة عن الصهيونية التنقيحية أو مذهب جابوتينسكيrlm;,rlm; وليزيح حزب العمل ممثل الصهيونية العمالية من السلطة لأول مرة في تاريخ اسرائيلrlm;,rlm; وليستمر طوال العقود الثلاثة التي انقضت منذ ذلك العام عقبة كأداء في طريق أية تسوية سلمية تنطوي علي تنازلات في الأرض للجانب الفلسطينيrlm;.rlm;

بطبيعة الحال لم يكن لشارون وفريقه الذي انشق علي الليكودrlm;,rlm; ولم يكن لجمهور الناخبين الاسرائيليين أن يتخلي عن عقيدة أرض اسرائيل التوراتية إلا تحت ضغط الحقائق الجيواستراتيجيةrlm;,rlm; وأهمها بالقطع نضال الشعب الفلسطينيrlm;,rlm; وفي المقدمة منه حركة حماسrlm;,rlm; وإذا كان الخطاب السياسي المعتمد لحزب كاديماrlm;,rlm; وسائر قوي الوسط الاسرائيلية ـ فضلا عن القوي اليسارية ـ يركز علي تفادي مايسميه بخطر القنبلة السكانية علي الطابع اليهودي لدولة اسرائيلrlm;,rlm; فإن هذا الخطر ـ وهو صحيح ـ هو في حد ذاتهrlm;,rlm; وبدوره أحد أهم الحقائق الجيواستراتيجية الحاكمة لمجريات الصراعrlm;,rlm; كما أنه أحد أهم معالم النضال الفلسطينيrlm;,rlm; وليس ذلك فقط لأن معدلات المواليد لدي الفلسطينيين أعلي بكثير من نظيرتها في اسرائيلrlm;,rlm; ولكن أيضا لأن الفلسطينيين بنضالهمrlm;,rlm; وبنجاحهم في فرض قضيتهم علي العالمrlm;,rlm; رغم كل ما يقال عن الفشل المزمن والفرص الضائعة ـ قد صادروا تماما ونهائيا إمكان تنفيذ خطة الترانسفيرrlm;,rlm; أي الترجيل الجماعي القسريrlm;(rlm; أو الطوعيrlm;!)rlm; إلي الأردن بوصفها الدولة الفلسطينية التي تحدث عنها وعد بلفورrlm;,rlm; طبقا للايديولوجية الأصلية لتكتل الليكودrlm;.rlm;

إن هذا الترانسفير لم يعد مستحيلاrlm;,rlm; فحسبrlm;,rlm; ولكن أصبح غير متصور من أغلبية الاسرائيليين مواطنينrlm;,rlm; وسياسيينrlm;..rlm; وهذا هو الأصل البعيد لفكرة الدولتين كحل نهائي للصراع الاسرائيلي الفلسطينيrlm;,rlm; والمدخل الذي دخل منه إيهود أولمرت إلي عقل شارون لاقناعه بتغيير فكره كما تقول الروايات المتداولة في اسرائيل بادئا بخطة الانسحاب الأحادي من غزوةrlm;,rlm; غير أن الذي أعطي لهذا التحول مدلوله الذي وصفناه بنهاية ايديولوجية الليكود هو تصديق الناخبين عليهrlm;,rlm; لكن ينبغي الا يفهم هذا الحكم من جانبنا أن حزب كاديماrlm;,rlm; وحكومة أولمرت القادمة ستستجيب بسهولة لمتطلبات التسوية العادلة ـ علي أساس حل الدولتين ـ كما تقررها الشرعية الدوليةrlm;,rlm; إذ هنا سينعكس ميزان القوي علي شروط التسوية التفاوضيةrlm;,rlm; أو سينعكس التفوق الاسرائيلي الكاسح في معادلة القوة في شكل التسوية المفروضة من اسرائيل من جانب واحدrlm;.rlm;

هنا يظهر التحدي الذي سيجهز أيضا علي الرؤية الايديولوجية الجامدة لحركة حماس لمتطلبات وشروط التسويةrlm;,rlm; فلكي تحصل حماس علي فرصة للوصول إلي تسوية تفاوضية سيتعين عليها ـ بلا جدال وإن طال الوقت بعض الشيء ـ أن تعترف بحق اسرائيل في الوجود سواء علي أساس خريطة الطريقrlm;,rlm; أو علي أساس مبادرة بيروت العربيةrlm;,rlm; ويعني ذلك نهاية إيديولوجيتها القائمة علي تحرير فلسطين بالكاملrlm;,rlm; ورفض وجود كيان سياسي غير عربيrlm;,rlm; وغير مسلمrlm;,rlm; مابين النهر والبحرrlm;,rlm; أما إذا تكلست الحركة في قوقعتها الإيديولوجيةrlm;,rlm; فأعطت اسرائيلrlm;(rlm; والعالم كلهrlm;)rlm; ذريعة فرض تسوية من جانب واحدrlm;,rlm; فسيكون ذلك بمثابة اشهار بالافلاس امام الناخب الفلسطينيrlm;,rlm; الذي لاشك سيسحب تأييده لهاrlm;,rlm; مثلما سحب الناخب الاسرائيلي تأييده لأيديولوجية الليكودrlm;,rlm; ولكن بعد أن يكون الأمر الواقع قد فرضrlm;,rlm; وحررت اسرائيل نفسها بدرجة كبيرة من ضغوط النضال الفلسطيني للاحتلالrlm;,rlm; وسط بيئة دولية قابلة للاعتراف بأن اسرائيل في حدودها النهائية طبقا للتسوية المفروضة من جانب اسرائيل لم تعد قوة احتلالrlm;.rlm;

فإذا كان علي حماس وفقا لهذا التحليل أن تختار مابين فقدان بعض أو كل ايديولوجيتهاrlm;,rlm; ومابين فقدان دورها بقرار من الناخب الفلسطينيrlm;,rlm; ولكن بعد أن تلحق بالقضية خسارة سوف يصعب تداركهاrlm;,rlm; فالأولي أن تضحي منذ الآن وبحسابات واعية ببعض الاعتبارات الايديولوجية مثلما فعلت كل الحركات المماثلة علي مدي تاريخ الانسانيةrlm;,rlm; وليست هذه بالطبع دعوة لتقديم تنازلات مجانية لاسرائيلrlm;,rlm; ولكنها دعوة للعمل وفق معايير السياسة وحساباتهاrlm;,rlm; وليس وفق المعايير الإيديولوجية المجردةrlm;..rlm;