لندن - الحياة


بعد عودة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير من عطلته وتأكيد سعيه لايجاد تسوية دائمة في الشرق الأوسط، شن الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر هجوماً شديداً عليه لافتقاده الى الزعامة وخضوعه للرئيس الأميركي جورج بوش في حرب العراق وغيرها من الأزمات العالمية.

وركز المسؤولون في مقر رئاسة الوزراء البريطانية على القول ان بلير أولى اهتماما بعد عودته لمواصلة الاتصالات بشأن لبنان، بهدف تثبيت وقف اطلاق النار، وأجرى اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة. وفي الوقت نفسه، يعقد بلير سلسلة من الاجتماعات مع النواب العماليين من منتقدي سياسته في الشرق الأوسط للتشاور معهم قبل جولته في المنطقة الشهر المقبل.

من جانبه، شجب كارتر في مقابلة مع صحيفة laquo;ذي صنداي تلغرافraquo; مواقف بلير التي يرى أنها اتسمت بـ laquo;الخضوع والانصياع لبوش في أزمة العراق وتهديدات الإرهاب الدوليraquo;.

وأعرب الرئيس الديموقراطي السابق عن خيبة أمله الكبيرة ودهشته ازاء تصرفات بلير، لأنه كان يعتقد أنه laquo;كان مؤهلاً أكثر من أي شخص آخر في العالم للتأثير الكبير على سياسات الإدارة الأميركية، بحيث تصبح أكثر اعتدالاًraquo;. وأكد كارتر اعتقاده بأن laquo;افتقاد رئيس الوزراء البريطاني الى الزعامة كان عاملاً جوهرياً في نشوب أزمة العراق بعد الغزوraquo;.

ويوضح كارتر بأنه كان سيرفض القيام بعمل استباقي مثل غزو العراق لو كان الامر مثاراً خلال فترة حكمه، مشيراً الى أن الحرب قوضت مكافحة الإرهاب في العالم وأسفرت عن دعم منظمة laquo;القاعدةraquo; وزيادة تجنيد العناصر الإرهابية. وأضاف أنه أدرك خلال زياراته الى دول عدة ولقائه مع القادة والناس العاديين، أن هناك ربطاً واضحاً بين سياسات أميركا وبريطانيا، بينما تلعب بريطانيا الدور الأقل. وذكر أن نسبة التأييد لأميركا هبطت على نحو كبير بسبب سياساتها، بحيث اصبح معدل الدعم في دول صديقة مثل مصر والأردن أقل من خمسة في المئة. وعبر كارتر عن laquo;الأسى والخزيraquo; لأنه يعتبر أن بلير مسؤولاً بنحو رئيسي عن ذلك التدهور بسبب خضوعه الشديد لواشنطن.

وذكرت laquo;صنداي تلغرافraquo; في معرض تعليقها على هذا الهجوم اللاذع من رئيس ديموقراطي سابق، أن ذلك يؤكد اتساع هوة الخلاف بين حزب العمال الحاكم في بريطانيا وحلفائه التقليديين في الحزب الديموقراطي الأميركي.