القاهرة ldquo;الخليجrdquo;


أثارت توصية مركز الإشراف على خدمة الحرمين الشريفين في السعودية بنقل مصلى السيدات من صحن المسجد الحرام إلى مكان علوي، ردود فعل معارضة لدى علماء الأزهر الذين أوضحوا أن فيه مشقة على النساء، وخاصة المسنات، كما أن فيه ظلماً للمرأة بحرمانها من نعمة مشاهدة الكعبة المشرفة عن قرب وخاصة أن النظر إليها عبادة كما أخبرنا بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، وناشدوا السلطات السعودية التأني قبل تطبيق هذه التوصية عمليا بحجة الزحام، في حين أنه يتجاهل تمتع المرأة من الناحية الروحية بالمناسك مثلها مثل الرجل.

وأعلنت الدكتورة سعاد صالح، عميدة كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، استغرابها من هذه التوصية وقالت متسائلة: لماذا يتم النظر للمرأة على أنها جماد بلا مشاعر روحية لا تستحق أن تحترم رغم أن الله كرمها مثل الرجل ldquo;ولقد كرمنا بني آدمrdquo;، وبنفس الدرجة من الظلم يتم النظر إليها على أنها فتنة وجند من جنود الشيطان حتى ولو كان ذلك داخل الحرم، وأخشى أن يكون ذلك حلقة في سلسلة من الإجراءات التي لا تراعي إنسانية المرأة في أداء مناسك الحج والعمرة، حيث إن المرأة ممنوعة من الصلاة في الروضة الشريفة في المسجد النبوي، وحتى في أوقات الزيارة المخصصة للنساء لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم فهي قصيرة جداً، ولا يتم إخلاء المسجد من الرجال حتى تستمتع روحيا بهذه الزيارة مثل الرجال، واعتقد أن مسلسل ظلم المرأة سيستمر بمنعها من الطواف والسعي بين الصفا والمروة مع الرجال بحجة خشية الفتنة والزحام.

أما الدكتور حامد أبو طالب، عميد كلية الشريعة والقانون وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، فيقول انه على الرغم من أن هذا التنظيم أمر إداري لا صلة مباشرة له بالدين إلا انه يرفضه لأن فيه حرمانا للمرأة من حقها في العبادة والصلاة في الصحن والتمتع بالمشاعر الروحية الفياضة بالنظر للكعبة عن قرب مثل الرجل وبون تفرقة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ldquo;إنما النساء شقائق الرجالrdquo; والتأكيد الإلهي لهذا المعنى حين قال تعالى: ldquo;فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعضrdquo; ولهذا لا يجوز شرعا ظلم المرأة أو تحقيق مشقة جسدية أو إيذاء نفسي لأنها الأم والزوجة والأخت والابنة.

ويؤكد الدكتور عبدالله بركات، عميد كلية الدعوة جامعة الأزهر، أن النساء المسنات بالذات هن اللائي سيدفعن الثمن غالياً من المشقة بالإضافة إلى مشقة عامة لكل النساء، حيث ستكون هناك عملية إخلاء إجباري لهن من حول الكعبة المشرفة قبل كل صلاة ويوضح الدكتور محمد المسير، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين، أن هناك قاعدة شرعية لابد من إعمالها بدلا من التضييق على النساء وهي ldquo;إن الأمر إذا ضاق اتسعrdquo; بمعنى أنه مع شدة الزحام وكثرة الحجاج والعمار قد يتجاوز عن بعض الأحكام والآداب المتعلقة بصلاة الرجل والمرأة في مكان واحد.