بيروت - ldquo;الخليجrdquo;

لن يكون ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أول أمس، في أول ظهور مباشر له منذ بداية الحرب ldquo;الاسرائيليةrdquo; في 12 تموز/يوليو الماضي، محصوراً في المكان الذي ألقي فيه، وسط بحر من الحشود قُدّرت بأكثر من مليون ونصف مليون متظاهر، ولا في الزمان، حيث تؤكد أوساط ldquo;حزب اللهrdquo;، ان ldquo;خريطة الطريقrdquo; التي رسمها نصرالله لتعاطي ldquo;حزب اللهrdquo; مع وجود قوات الأمم المتحدة ldquo;يونفيلrdquo; المعززة، والملفات الداخلية تحديداً، وخصوصاً منها العلاقة مع الحكومة وقوى ldquo;14 آذارrdquo;، سوف تكون مختلفة عما كانته قبل 22 أيلول/سبتمبر.

وإذ ترى هذه الأوساط ان الحشد الجماهيري الضخم الذي التف حول خيارات المقاومة، وضد نزع سلاحها، يوجب على قوى ldquo;الأغلبيةrdquo; أن تأخذه في الاعتبار، وتعيد درس مواقفها جيداً، وخصوصاً لجهة تعاطيها مع ldquo;حزب اللهrdquo; وموضوع التغيير الحكومي، فقد حضرت الحشود أمس لتعلن رفضها التعاطي مع حكومة ldquo;مقصّرةrdquo; تجاه عمليات الاعمار، وفي الحفاظ على السيادة اللبنانية، وخصوصاً لجهة تراخيها مع الخروق وعمليات القضم ldquo;الاسرائيليةrdquo; المتكررة للأراضي وللسيادة اللبنانية، ولجهة استدراج قوات ldquo;يونفيلrdquo; المعززة والى تجاوز صلاحياتها المنصوص عنها في قرار مجلس الأمن الدولي ،1701 وتوسيع هذه الصلاحيات، بمباركة فريق الأكثرية في الحكومة، لتشمل الاشراف على المطار والمرافئ البحرية، واستقدام الأساطيل، والتمهيد لنشر هذه القوات على الحدود البرية مع سوريا.

وفيما نأى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بنفسه عن الرد على غمز نصرالله من انتقاده، حين اعتبر ان دموعه التي ذرفها في أثناء الحرب، لا تحمي أحداً، وأن وحدها ldquo;الدولة القادرة العادلةrdquo; هي التي تُطمئن اللبنانيين، وتستعيد الأرض والمياه، قالت مصادر رئيس الحكومة ان تركيز نصرالله على موضوع الحوار ldquo;أمر جيد وبناء ويفتح آفاقاً مستقبليةrdquo;.

واستندت مصادر السنيورة في تقييمها وتعليقها الى المنهج الذي قاربه نصرالله، وفيه دعوة الى ldquo;التنافس والتحاورrdquo; ضمن الآليات السلمية والديمقراطية التي وصفها بالمشروعة والمباحة.

لم يصدر عن ldquo;تيار المستقبلrdquo; أي تعقيب على خطاب نصرالله لجهة انتقاده القاسي للحكومة، واعتبارها غير قادرة على حماية البلد، ولا على اعماره أو توحيده، ودعوته ldquo;الجديةrdquo; الى اقامة حكومة وحدة وطنية، بينما تولت الوسائل الاعلامية الناطقة باسم التيار عملية ldquo;الانتقاد المبطّنrdquo; لخطاب نصرالله، وخصوصاً صحيفة ldquo;المستقبلrdquo; التي أبرزت خلوّ خطاب نصرالله من أي اشارة الى اتفاق الطائف، وrdquo;امتعاضrdquo; تيار المستقبل مما تضمنه خطاب نصرالله من انتقاد قاس للحكومة والأغلبية، التي يشكل تيار ldquo;المستقبلrdquo; أحد أركانها الأساسيين، وحملت افتتاحيتها ملامح العلاقة ldquo;المتوترةrdquo; المستقبلية المفترضة مع ldquo;حزب اللهrdquo; واستغربت، في لهجة انتقادية، موقف نصرالله المتشدد حيال الحكومة وفريق ldquo;14 آذارrdquo;، ورأت فيه امتداداً لمواقف نواب ldquo;حزب اللهrdquo; المنتقدة لفريق ldquo;الأغلبيةrdquo; وللحكومة ورئيسها فؤاد السنيورة، وتحافظ على الوتيرة نفسها من التصعيد الذي كان ldquo;حزب اللهrdquo; قد بدأ به منذ فترة، وهو ما اعتبرت معه ان الوضع السياسي الداخلي يتجه الى مزيد من الاستنفار.

وفيما لم يصدر أي موقف رسمي لا عن رئيس ldquo;اللقاء الديمقراطيrdquo; النائب وليد جنبلاط الذي طالبه نصرالله بالاعتذار لجمهور ldquo;حزب اللهrdquo; الذي وصفه جنبلاط بأنه ldquo;فاقد التفكيرrdquo;، ولا عن قوى ldquo;14 آذارrdquo;، التي اتهم نصرالله بعضها، بالتلميح بأنه بrdquo;كتبة التقارير الكذابينrdquo; للسفارة الأمريكية، وصفت مصادر رفيعة في قوى ldquo;14 آذارrdquo; مواقف نصرالله في الشأن الداخلي بأنها عملية ldquo;شد حبال وليس للكسرrdquo;، وخصوصاً في دعوته الى قيام حكومة اتحاد وطني، فلم يدع نصرالله وزيري حزب الله الى الاستقالة، ولا حتى الاعتكاف عن المشاركة في جلسات مجلس الوزراء.