عباس: الحكومة خلال اسبوع ونأمل في تجاوب دولي
مشعل: نعتمد لغة سياسية جديدة

مكة المكرمة , واشنطن - سليمان نمر وبدر المطوع , جويس كرم



لقي laquo;اتفاق مكةraquo; الذي رعته المملكة العربية السعودية بين حركتي laquo;فتحraquo; وraquo;حماسraquo; بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، ترحيباً عربياً ودوليا، في وقت تريثت اميركا واسرائيل في اعلان موقفهما قبل الاطلاع على تفاصيله. وكشف الرئيس محمود عباس لـraquo;الحياةraquo; ان إجراءات تشكيل الحكومة ستبدأ بعد عودته إلى الأراضي الفلسطينية الاثنين المقبل وتوجهه إلى غزة، معرباً عن أمله في أن تكون الحكومة جاهزة خلال اسبوع، وسط آمال عريضة بأن تلقى الحكومة الجديدة قبولا دوليا يمهد لرفع الحصار، في وقت اشارت laquo;فتحraquo; وraquo;حماسraquo; الى ان السعودية ستعمل على تسويق الاتفاق دوليا.

ومع تنفيس الاحتقان الداخلي، اشتد التوتر على صعيد العلاقة مع اسرائيل، اذ لبى نحو 8 آلاف فلسطيني نداء لـraquo;نصرة الاقصىraquo; الذي تهدد اساساته الحفريات التي تقوم بها اسرائيل. واقتحمت الشرطة الاسرائيلية باحة الاقصى بعد صلاة الجمعة بحجة ان شباناً القوا حجارة على عناصرها، فوقعت صدامات عنيفة اسفرت عن جرح 35 فلسطينيا واعتقال 20 آخرين. بموازاة ذلك، تصاعدت التنديدات في اكثر من عاصمة عربية واسلامية بالحفريات الاسرائيلية قرب الاقصى، في حين رُفع هذا الملف الى مجلس الامن بتحرك من المجموعة العربية.

في غضون ذلك، اكد رئيس المكتب السياسي لـ laquo;حماسraquo; خالد مشعل في مقابلة مع laquo;الحياةraquo; أن حركته laquo;ملتزمة ما جاء في كتاب تكليف الحكومةraquo; الذي ينص على laquo;احترام قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينيةraquo; مع اسرائيل. وأقر بأن الحركة laquo;اعتمدت laquo;لغة سياسية جديدةraquo;، وقال: laquo;نعم اتفاق مكة لغة سياسية جديدة لحماس، واحترام الاتفاقات لغة جديدة، لان ذلك ضرورة وطنية ويجب ان نتحدث بلغة تتناسب مع المرحلة وفي اطار رؤية مشتركة مع جميع الفصائلraquo;، لكنه اضاف انه laquo;يبقى لكل فصيل قناعاته السياسيةraquo;. وتابع ان laquo;القوة التنفيذيةraquo; الامنية التابعة للحركة ستصبح جزءاً من laquo;مؤسسة أمنية غير حزبيةraquo; عندما يعاد بناء الأجهزة الأمنية. وعلمت laquo;الحياةraquo; أنه سيعاد العمل بنظام مجلس الأمن القومي الفلسطيني الذي سيكون مسؤولاً ومشرفاً على جميع اجهزة وقوى الأمن ويكون برئاسة رئيس السلطة.

وكان الناطق باسم laquo;حماسraquo; اسماعيل رضوان اعلن امس ان اتفاق مكة الذي تعهدت بموجبه باحترام الاتفاقات الموقعة من قبل منظمة التحرير الفلسطينية، laquo;لا يعني اعترافاraquo; باسرائيل. وكشف الناطق باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد انه تم الاتفاق مع السعوديين على تسويق الاتفاق دوليا، مضيفا ان الاشقاء السعوديين على اتصال مستمر مع الاميركيين والاوروبيين. وفي السياق نفسه، قال لـraquo;الحياةraquo; عضو وفد laquo;فتحraquo; عزام الأحمد إن laquo;المسؤولين السعوديين أكدوا لنا ان هذا الاتفاق سيساعدهم في اتصالاتهم ومساعيهم مع الاطراف الدولية، خصوصاً الولايات المتحدة، لفك الحصار ولحض المجتمع الدولي على التحرك لحل القضية الفلسطينيةraquo;.

وأرخى laquo;اعلان مكةraquo; بظلاله على لقاء كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس، وسط ترحيب أميركي بجهود المملكة العربية السعودية للتوصل الى الاتفاق وجدواه في وقف الاقتتال الداخلي، من دون الافصاح عن الخطوات المقبلة للادارة الأميركية في شأن رفع الحصار عن الفلسطينيين.

وأكدت مصادر ديبلوماسية في واشنطن لـraquo;الحياةraquo; أن الجانب الأميركي يبدي laquo;حذرا بالغا في التعاطي مع الاعلان عن الحكومة الجديدةraquo; والتي طغى البحث فيها على جدول الاجتماع بين عريقات ومسؤولين أميركيين، أبرزهم رايس ومساعدها ديفيد ويلش، وraquo;حولت الاهتمامraquo; بحسب المصادر عن laquo;البحث بالترتيبات للقاء المرتقب بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت بحضور رايس الأسبوع المقبلraquo;.


وقالت مصادر في وزارة الخارجية الأميركية لـraquo;الحياةraquo; أن واشنطن ترحب بجهود المملكة للتوصل الى الاتفاق، وترى فيها laquo;بادرة ايجابية لوقف الاقتتال الداخلي بين الفلسطينيينraquo;، انما تريد laquo;التزاما واضحاraquo; من الحكومة الفلسطينية بشروط اللجنة الرباعية laquo;قبل رفع الحصارraquo;. وأضافت أن الجانب الأميركي يقوم باتصالاته مع أعضاء الرباعية للخروج laquo;بموقف موحدraquo; حول هذا الأمر.

ومن المقرر ان تجتمع اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بالشرق الاوسط في 21 الجاري في برلين، حسب ما اعلنت الناطقة باسم الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا امس. وأجرت laquo;الرباعيةraquo; امس لقاء هاتفياً بادرت اليه وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية خافيير سولانا، وصدر في ختامه بيان laquo;رحبraquo; باتفاق مكة، واشاد laquo;بمبادرة الملك عبدالله ومساعدته في تحقيق هذه الخطوة المهمة الى أمامraquo;.

فلسطينيا، قال عباس لـraquo;الحياةraquo; في مكة أنه سيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين غدا في عمان. وأبدى ارتياحه لرد الفعل الأولي الذي أبدته بريطانيا على الاتفاق الفلسطيني، معرباً عن أمله في laquo;أن يتبلور رد الفعل هذا بشكل أكثر إيجابيةraquo;، ومشيراً إلى أنه ينتظر رد فعل إيجابي من دول الاتحاد الأوروبي. لكنه أضاف laquo;إن قبول المجتمع الدولي لاتفاقنا يحتاج إلى جهد سياسي فلسطيني وعربي كبيرين من أجل أن نستطيع في النهاية أن نفك الحصار عن شعبنا بعد أن حققنا ما نتمناه من اتفاق بشأن تشكيل حكومة الوحدةraquo;.