عابد خزندار


جاء في خبر لإحدى الصحف أن العلماء في طريقهم إلى تطوير دواء يساعد الإنسان على نسيان الأحداث التي مرت به، ويقال إن أحد الجنود الأمريكيين الذين حاربوا في العراق ما أن سمع بهذا الخبر حتى صاح في وسط عائلته : quot;أعطوني هذه الحبوب فوراquot; ونحن لا نشك في أن العديد من الجنود الأمريكيين الذين حاربوا في العراق قد أصيبوا بصدمات نفسية تركت في أنفسهم من حيث لا يشعرون آثارا غائرة ستعيش معهم ما داموا على قيد الحياة، ولكن ماذا عن الأطفال العراقيين؟

إن الأطفال حين يتعرضون لصدمات نفسية وخاصة في سن مبكرة تظل كامنة في عقلهم الباطن وتؤرقهم في صحوهم ونومهم وأكثرهم يصابون بالعصاب، وقد قرأت تقريرا لأحد معاهد الأبحاث الأميركية أن 70% من أطفال العراق مصابون بصدمات نفسية، وربما كانت النسبة أكثر من ذلك .

فهؤلاء يشاهدون الموت المفخخ في غدوهم ورواحهم الذي لا يسلم منه رصفاء لهم في العمر إذا لا تخلوا عملية مفخخة من طفل أو أطفال داهمهم الموت، وآخر الأخبار في هذا الصدد خبر لا يصدق أو من المستحيل تصوره وهو ما شاهده وقاله قائد العمليات في هيئة أركان الجيش الأميركي في العراق الجنرال مايك باربيرو من أن سيارة أوقفت عند نقطة تفتيش للجيش الأميركي وكان طفلان يجلسان في المقعد الخلفي بينما يجلس رجل بجانب السائق في المقعد الأمامي، ونظرا لوجود الطفلين لم يشك جنود النقطة في السيارة وسمحوا لها بالمرور ولكن ما أن سارت بضع خطوات حتى ترجل منها الرجلان وفرّا وانفجرت السيارة بالطفلين، فهل بلغت الوحشية بالانسان (هل يستحق هذان الرجلان لقب الانسان) الحد الذي يستخدم فيه الأطفال وقودا للعمليات الحربية، اللهم ارحمنا !!