حادث شق الصدر

أحمد بهجت

وقع لرسول الله صلي الله عليه وسلم حادث في طفولته عرف باسم حادث شق الصدرrlm;,rlm; وقد تناوله عالمان جليلان هما الشيخ محمد أبوزهرةrlm;,rlm; والشيخ محمد الغزالي فكان لكل واحد منهما رأيه فيهrlm;.rlm;

أما تفاصيل الحادث نفسه فقد وردت في صحيح مسلمrlm;.rlm;

روي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان فأخذه وأرقدهrlm;,rlm; فشق عن قلبه فاستخرج القلبrlm;,rlm; واستخرج منه علقة سوداء فقال هذا حظ الشيطان منكrlm;,rlm; ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزمrlm;,rlm; ثم لأمهrlm;,rlm; ثم أعاده إلي مكانهrlm;,rlm; وجاء الغلمان يسعون إلي أمه فقالوا إن محمدا قد قتلrlm;,rlm; فاستقبلوه وهو منتقع اللونrlm;,rlm; قال أنسrlm;:rlm; وقد كنت أري ذلك الخيط في صدرهrlm;,rlm; ويلاحظ الشيخ محمد أبوزهرة في ذلك الخبر أمرينrlm;:rlm;

أولهماrlm;:rlm; أن الخبر فيه أنه غسله بماء من زمزمrlm;,rlm; ويلاحظ أن الواقعة إن صحت كانت في البادية في مكان ناء عن زمزمrlm;,rlm; وإذا كان من ماء مع جبريلrlm;,rlm; فمن أين علم أنه من زمزمrlm;.rlm;

ثانيهماrlm;:rlm; أنه ذكر أنه كان يري أثر المخيط في صدره عليه السلامrlm;,rlm; وإذا صحت الواقعة فإن المعقول أنه عمل ملكrlm;,rlm; والملاك لا يكون لعمله أثر محسوسrlm;.rlm;

ونحن نري أن الأخبار بالنسبة للشق لا تخلو من اضطرابrlm;.rlm;

وعلي فرض أنها صحيحةrlm;,rlm; لا نقول إنها غير مقبولةrlm;,rlm; بل إننا نقبلها إن صحتrlm;,rlm; ولكن الاضطراب في خبرها يجعلنا نقف غير رادين ولا مصدقينrlm;.rlm;

ومهما يكن الأمر في قصة شق الصدرrlm;,rlm; فإن الغلام الطاهر كانت تحوطه أمور خارقة للعادة لم تكن لتحدث للغلمان في سنه عادةrlm;.rlm;
rlm;
..................rlm;

كيف تناول الشيخ محمد الغزالي هذه القصة التي روعت حليمة وزوجها ومحمد مسترضع فيهمrlm;,rlm; هذه القصة تكررت مرة أخري ومحمد عليه الصلاة والسلام رسول جاوز الخمسين من عمرهrlm;,rlm; شيء واحد نستطيع استنتاجه من هذه الآثارrlm;(rlm; والكلام للشيخ الغزاليrlm;)rlm; أن بشرا ممتازا كمحمد لا تدعه العناية غرضا للوساوس الصغيرة التي تناوش غيره من سائر البشرrlm;,rlm; وإذا كانت للشر موجات تملأ الآفاقrlm;,rlm; وكانت هناك قلوب تسرع إلي التقاطها فقلوب الأنبياء بتولي الله لها ـ لا تستقبل هذه التيارات الخبيثة ولا تهتز لهاrlm;,rlm; وبذلك يكون جهد المرسلين في متابعة الترقي لا في مقاومة التدليrlm;,rlm; وفي تطهير العامة عن المنكر لا في التطهر منهrlm;,rlm; فقد عافاهم الله من لوثاتهrlm;,rlm; ولعل أحاديث شق الصدر تشير إلي هذه الحصانات التي أضفاها الله علي رسول الله صلي الله عليه وسلمrlm;.rlm;