الثلاثاء 17 أبريل 2007
سمير عطا الله
في الذكرى الحادية والعشرين للاعتداء الأميركي على طرابلس، اعاد العقيد معمر القذافي النظر في بعض النظريات الأممية. أولا، اعتبر أن رونالد ريغان كان الرئيس الأميركي الأسوأ. نائبه والرئيس التالي جورج بوش، كان طيبا ومحبا للقانون ولم يأت مرة على ذكر laquo;لوكربيraquo;. خليفته، كلنتون، كان ممتازا. أيضا رجل قانون.
إعادة النظر الأممية الأخرى تتجاوز laquo;النظرية العالمية الثالثةraquo; والوحدة العربية (فورية أو مؤجلة أو خلافها) كما تتجاوز دولة الاتحاد الأفريقي، الى المناداة بالدولة الفاطمية، ولكن محصورة بمصر وشمال أفريقيا. وكل من يحلم بالانضمام إليها من بقية الدول العربية، لا بد أن ينتظر. تركز إعادة النظر الأممية على الشيعة ودورهم وأماكن توزعهم في الأمة الإسلامية. ويشدد العقيد على أنهم عرب وليسوا فقط في إيران، كما قد يخيل الى البعض من جهلة التاريخ والجغرافيا. ثم إن شباب laquo;حزب اللهraquo; هم الوحيدون الذين استطاعوا تركيع إسرائيل.
الحقيقة ان أحاديث الزعيم الليبي المتكررة في هذه الآونة عن الشيعة بادرة تهم عددا كبيرا من اللبنانيين، سنة وشيعة ومسيحيين. فاللبنانيون يريدون إعادة العلاقة الطبيعية مع ليبيا، لأن انقطاعها أو انعدامها، يشكل خسارة اقتصادية لبلد ينوء بأحماله الاقتصادية. لكن أحداً من اللبنانيين لا يجرؤ على إثارة المسألة، إكراما لمشاعر الشيعة وعدد كبير آخر، ما دامت قضية الإمام موسى الصدر معلقة.
وكان الإمام الصدر، الذي تمتع بشعبية شاملة وخارقة، قد دعي لحضور احتفالات الفاتح عام 1978 ولم يعد من طرابلس، هو ورفيقان له. وتركت المسألة أسى كبيرا في نفوس الناس. ووسَّط زعماء الشيعة ووجهاؤهم دولا وقوى كثيرة لمحاولة معرفة أي شيء عن مصير أول زعيم شيعي يتخذ هذا الحجم في لبنان. وأصرت طرابلس على أن الرجل ورفيقيه تركا أراضيها واختفوا في روما. ولم يعرف أحد لماذا؟ من بين جميع ضيوف الفاتح، يختفي الصدر ورفيقاه في روما..
قد تكون الدولة الفاطمية أهلاً للقيام غداً أو بعد غد. ومكوناتها قائمة ولا حاجة إلا الى إعلان البلاغ الأول. ولكن ثمة قضية أكثر إلحاحا بالنسبة الى جميع الشيعة الذين أتى العقيد على ذكرهم والذين سوف يستذكرون لاحقا، وهي معرفة مصير الإمام موسى الصدر. ومن حق الشعب الليبي والشعب اللبناني ألا تبقى القضية تبعث الفرقة بينهما. ومهما كيلت المدائح لشباب حزب الله أو وعدوا بمراتب خاصة في الدولة الفاطمية القادمة، فإن مرتبة موسى الصدر لن تخسر من موقعها بوصة واحدة لحساب أحد.
وربما كان الحل الوحيد لقضية لا حل لها، هو القانون الذي يمتدحه العقيد القذافي. وأما الدولة الفاطمية فعندما تقوم سوف تكون أول مهمة لها البحث عن الإمام الصدر.
التعليقات