تعوذ بالله أن تكون علاقته مع رئيس الوزراء سيئة



الكويت - محمد العجمي


ldquo;أعوذ بالله.. أعوذ بالله.. أعوذ باللهrdquo; جملة كررها رئيس مجلس الأمة الكويتي ldquo;البرلمانrdquo; جاسم الخرافي ثلاث مرات ردا على من يقول إن علاقته برئيس الوزراء الشيح ناصر المحمد غير طيبة.

وأكد الخرافي في حواره مع ldquo;الخليجrdquo; أن الكويت غير جاهزة الآن للبدء في التجربة الحزبية لكنها قادمة في المستقبل، وانتقد ما أسماه ldquo;الفرديةrdquo; التي تطغى على العمل البرلماني، وأوضح أن الدستور الكويتي ldquo;جامدrdquo; بطبيعته ومن الصعب تغييره لكن من الجائز حدوث ذلك إذا كان في صالح الديمقراطية.

وطالب الخرافي النواب بإعطاء الحكومة فرصة للعمل قبل الحكم على أدائها، وأكد أن الديمقراطية الكويتية ليست كاملة بنسبة 100%، وقال إن بها بعض السلبيات لكن ذلك لا يعني التخلي عنها وقاية للشعب والحاكم.. وهنا تفاصيل الحوار.

هل أنت راض عن أداء الحكومة الحالية؟

أنا أعتقد أن الحكومة الكويتية لم تمضِ عليها سوى فترة قصيرة وبالتالي من غير الممكن الحكم على أدائها الآن ولابد من إعطائها فرصة كافية، وهذه الحكومة منا وفينا ولا يجب أن نتوقع أن تأتينا حكومة من المريخ.

لكن كيف تفسر هذا النقد المتزايد من النواب إزاء الوضع الصحي والكهرباء والعديد من الملفات والتلويح بمزيد من الاستجوابات.. ألا تعتقد أنه قد ينتهي بالحكومة الحالية إلى نفس مصير الحكومة السابقة وهو الاستقالة ؟

أولا طبيعة البرلمان هي أن يكون رقيباً ويقوم بمهمة التشريع وبالتالي فالنقد من أهم واجبات النائب ولكن يجب أن نحرص ألا يخرج النقد عن نطاق الحوار الهادئ الهادف البناء ولذلك فستجد دائما في هذه المرحلة أو في مرحلة لاحقة أن هناك من ينتقد ومن يبدي ملاحظات ومن يرى أن هذا الوزير أو ذاك لا يقوم بدوره ولكن أعتقد أن الفرصة ستتاح في نهاية الأمر للحكومة لأن تقوم بما يجب أن تقوم به.

ثمة من يقول إن العلاقة بين رئيس مجلس الأمة ورئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ليست في أفضل حالاتها وأن هناك ما يشوبها.. ما حقيقة ذلك؟

أعوذ بالله.. أعوذ بالله.. أعوذ بالله.. في النهاية الأخ رئيس الوزراء زميل زاملته عندما عملنا سويا في حكومة 85 حتى عام 2000 هذا من جانب، الجانب الآخر من أهم عناصر العمل البرلماني الحكومي هو أن يكون هناك تعاون حسب نص المادة 50 من الدستور و أؤكد لك أن هذا التعاون لن يكون تهاونا في مراقبة الحكومة أو مجالا للإساءة لحق البرلمان في الرقابة والتشريع، وأؤكد لك أني من جانبي الشخصي أحمل لهذا الرجل كل محبة وتقدير وأتمنى له التوفيق لأن نجاحه هو نجاح لنا جميعا.

ثار جدل حول الدستور الكويتي مؤخرا، فما هو موقفكم من تعديله، وأين مكمن الخلل في هذا الدستور؟

أؤكد أن الدستور الكويتي أتاح الفرصة للتعديل، ولكن يجب أن يكون التعديل لمزيد من الديمقراطية ومزيد من الحريات، وبالتالي يجب ألا نقف دون إتاحة الفرصة لما هو صالح للكويت، وإذا كنا بحاجة لتطوير الدستور فلماذا لا يطور، وأؤكد أن الدستور الكويتي بطبيعته جامد ومن الصعب تغييره، وليس هناك مجال للحصول على موافقة الثلثين لإحداث التغيير لأن هناك من يعتقد أن أي تغيير هو مساس بالدستور.

بعض الأوساط الخليجية انتقدت التجربة الديمقراطية الكويتية، ورأت أنها غير مشجعة بالنظر لما حدث مؤخرا من صدام وتوتر بين السلطتين.. هل ترى أن التجربة الديمقراطية الكويتية بحاجة لتطوير وأنها غير قابلة للتطبيق للدول الخارجية الأخرى؟

إذا قلت لك إن الديمقراطية الكويتية كاملة 100% فإنني حينها لن أكون صادقا، ومن ضمن الإجراءات التي تحصل لدينا في المجلس هناك بعض السلبيات ولكن لابد ألا نترك الغير ينتقدنا يجب أن ننتقد أنفسنا ونعالج هذه السلبيات، وأود أن أضيف أن مجلس الأمة الكويتي لا يزال يعتمد على الفردية، وإذا كان هناك أفراد أساءوا للديمقراطية فإن ذلك لا يعني أن الديمقراطية خطأ، فالأفراد يتغيرون أما الديمقراطية فلابد من أن نتمسك بها ونحرص عليها فهي الوقاية التي يحصل عليها الحاكم من شعبه.

هل يعني ذلك انك تتهم بعض الأطراف وخاصة الأوساط النيابية بإساءة استخدام الديمقراطية؟

نحن بشر.. والكمال لله وحده وبالتالي فإنني لن أكون صادقا إذا قلت إننا كنواب كاملين، وأؤكد أن مكمن الخلل هو الفردية التي تطغى على الأجواء داخل المجلس، ونحن بحاجة إلى تطوير العمل البرلماني لتكتمل الديمقراطية من خلال التحضير للمستقبل وليس الآن، وحتى لا يكون هناك أي فهم خاطئ نحن الآن ليس لدينا استعداد لوجود الأحزاب السياسية ولكن في المستقبل لابد من الاستعداد لوجود الأحزاب والتنظيمات السياسية.

وعلى صعيد متصل وصف الخرافي في حوار له مع الصحافة المحلية شاركت فيه ldquo;الخليجrdquo; لقاء الأمير الشيخ صباح الأحمد مع النواب الذي تم مؤخرا بأنه شفاف وأخوي، وقال إن الأمير أكد حرصه على الدستور والديمقراطية ودعا إلى الحفاظ على المال العام وتطبيق القانون.

وأكد أن إثارة موضوع إسقاط الديون العراقية الآن ليس له معنى ولن يساعد في حل الأزمة العراقية بكل تعقيداتها، وقال إن العراق دولة غنية وإمكانياتها اكبر من إمكانيات الكويت، ونحن نعتبر هذا الدين قرضاً حسناً لن نطالب به أبدا إلا عندما تسمح ظروف العراق بذلك.

وأوضح أن اختيار رئيس الوزراء حق دستوري للأمير سواء كان من الأسرة الحاكمة أو من الشعب، وقال انه لا يتدخل في سلطات الأمير، وأضاف ldquo;إن حل البرلمان أيضا من سلطات الأمير وحده ولكني لم أسمع أبدا عن نية الأمير في هذا الإجراء، ولم اعلم به إلا من خلال الصحافة والأمير أكد انه ليس في نيته حل البرلمانrdquo;.

وانتقد الخرافي موقف المرأة من الانتخابات وقال ldquo;أثبتت التجربة أن الأصوات التي حصلت عليها المرشحات كان معظمها من الرجال وهذا يعني أن المرأة لم تساند المرشحاتrdquo;، وأوضح أن عدم تمكن النساء من الوصول إلى كرسي البرلمان حالة عامة في معظم الدول الخليجية بسبب عادات وتقاليد تلك الدول.

وأكد أن جميع التكتلات السياسية بما فيها التكتل الإسلامي ldquo;ملزقةrdquo; وقال إن هذه التكتلات خطوة في طريق الألف ميل لتكوين الأحزاب السياسية.