عبدالله خلف
في زمن مضطرب ارتفعت فيه نسبة الجريمة وتنوعت، وظهور معتقدات حملت على محمل الاعتقاد الديني في رفض الآخر بل اخراجه من نطاق ديانته وتكفيره واحتواء الكتب والمنشورات والصحف التي تبث الفتنة وتخلق العداء... هكذا حتى غاب الرأي.. وصار الأخ في الدين عدوا يجب القضاء عليه وان كان في جمهور من الناس، وفي احياء نظرية التتّرس التي ظهرت عند القرن السابع الهجري اثناء حروب المسلمين مع الروم.
وهكذا حتى ضاعت مفاهيم الدين، وابتعد عنه إلى أوهام، فانكبوا على وجوههم يريدون خلاص انفسهم الى الجنة وتخليص الآخرين، بعد ان صرفوا بمفهوم العداء الى الاشقاء واخوة الدين.. ومع ان المجتمعات الانسانية قد عرفت هذه الجرائم منذ عصور سحيقة في القدم إلا أنها عادت مع الفكر الديني لتأخذ ابعادا أكثر خطورة وأكثر اتساعاً مع جحيم من العنف الذي استشرى مع تطور اسلحة الفتك والدمار التي طورها العلم.
قال المفكر الفرنسي المسلم روجية جارودي ان التطرف الديني والعقائدي ولد في الغرب وهو منبع النشأة. قال ذلك في مؤتمر عقده معهد جوناثان عام 1984 من أجل دراسة ظاهرة الإرهاب الدولي.
وقال فيه ان الإرهاب ابتداع غربي تراه دول غربية ان وقع على العرب والمسلمين أعمالا مشروعة للدفاع عن النفس حتى بررت كل جرائم إسرائيل، وهكذا رأي العرب في وقائع الإرهاب عملا بطوليا وجاءت الأعمال الإرهابية في الغرب قبل أن تصدر مفاهيمها إلى بلاد الشرق، مثال ذلك حركة الجيش الجمهوري الايرلندي في بريطانيا، وما حدث في يوغوسلافيا عندما قامت الحكومة بنشر الإرهاب في البلقان حيث قتلت وأبادت المسلمين وعاثت باعراضهم.
الاديان السماوية تنبذ هذا الإرهاب ولكنه شاع بمفاهيم التكفير عند كل الاطراف في سنة 1988 أجرى شميد وجونمان احصائية لمنظمات الارهاب في العالم فبلغت 2176 منظمة منها 506 في قارة آسيا.. استراليا وفيها 229 وقارة افريقيا 386 وفي امريكا اللاتينية 655 منظمة ارهابية وفي تركيا 80 وفي امريكا الشمالية 319 والدول العربية الآسيوية والافريقية 30 منمظة إرهابية.
وكانت تستهدف عمليات الإرهاب المواقع السياحية والمعابد ومحطات سكك الحديد وما كانت عمليات الطائرات والمطارات معروفة بعد حتى وقعت حادثة مطار اللد الإسرائيلي التي قام بها بعض افراد منظمة الجيش الأحمر الياباني المرتزقة لحساب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الشيوعية وأسفرت عن مقتل 28 شخصا واصابة 78 آخرين بجروح مختلفة واختطف الفلسطينيون طائرات مدنية منذ عام 1968.
ومن الأعمال الإرهابية الفلسطينية حادثة قتل الرياضيين في القرية الأوليمبية في ميونخ ذهب فيها 11 رياضيا اسرائيليا وعندما خطفت جماعة من حزب الله طائرة raquo;TWAlaquo; في عام 1975.
والهجوم بالقنابل والاسلحة الاوتوماتيكية على مطاري روما وفينا من قبل جماعة فلسطينية عام 1985، ومحاولة تفجير طائرة العال الإسرائيلية في مطار هيثرو بلندن عام 1986.
وخطف طائرة الركاب الكويتية raquo;الجابريةlaquo; والتي امتدت مأساتها اكثر من اسبوع حيث ركب طاقم الخطف الفلسطيني من إيران وأخذت إلى عدة مطارات إلى أن انتهت في مطار الجزائر بمشهد تمثيلي أطفئت فيه الأنوار حتى لا تظهر صورة الخاطفين ولقاء مساومة عالية لم تظهرها أي جهة. ولازال الشعب الكويتي يجهل أسرارها وتفاصيلها ثم مارست إسرائيل إرهابا رسميا بسلاحها الجوي الحربي على احياء فلسطينية والغارة الجوية على مطار عنتبي عام 1976.
والغارة الإسرائيلية على مطار بيروت في 1968 وخطف الطائرة السورية ثم الليبية وتفجيرها وتفجير طائرة الجامبو الإيرانية التي كانت حاملة الحجاج العائدين لبلادهم من قبل الجيش الامريكي في الخليج العربي.
واستمر الإرهاب حتى اتخذت افغانستان ساحة لتدريب الإرهابيين من قبل الامريكان وظهر دور بن لادن البطولي في هذه اللعبة ثم جاء دور تفجير المجمعات التجارية وغيرها، انه الإرهاب المفروض والإرهاب المرفوض.
التعليقات