مـرسي عطـا الـلـه


هذا الوجه الغليظ للسياسة الأمريكية الذي يستفز مشاعر معظم شعوب الدنيا ويتصادم مع أمانيها المشروعه ليس وليد اليومrlm;,rlm; ولكنه لم يبلغ مثل هذا الحد من الجهامة والغشامة بمثل ما بلغ مع الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة جورج بوش الابنrlm;.rlm;

ومع أن كثيرين في العالم احتاروا في محاولة فهم وتفسير ذلك العبوسrlm;,rlm; الذي يغطي وجه الرئيس الأمريكيrlm;,rlm; منذ أن تتابعت سلسلة اندفاعاته غير المحسوبة علي شكل مغامرات عسكرية إلا أن آخرين داخل أمريكا ذاتها يرون أن كل ما جري في الأعوام الأخيرة مرتبط بمحاولة الرئيس بوش أن يكون له مكان ومكانة علي الخريطة الدينية الأمريكيةrlm;,rlm; من خلال اعتلاء موجة الأصولية البروتستانتية التي تتنامي بشكل ملحوظ داخل أمريكا منذ سنواتrlm;.rlm;

ولكي أضع النقاط علي الحروف وأدرأ عن نفسي تهمة الإساءة لرئيس دولة صديقةrlm;,rlm; فإنني أستشهد بما كتبه القس الأمريكي فريتس ريتش علي صفحات جريدة الواشنطن بوست تحت عنوان الرب والإنسان في المكتب البيضاويrlm;,rlm; حيث عرض في مقال رصين وبأسلوب تحليلي عميق جذور المنطق الداخلي لفلسفة بوش الدينية وآثارها السلبية علي أمريكا وعلي المسيحية أيضا بعد أن أصبحت سياسة واشنطن مغلفة برؤية دينية تغازل تيارات الأصولية المسيحية ودون أدني اعتبار لانعكاسات هذه السياسة علي المصالح الأمريكية في المدي القصير وفي المدي البعيد علي حد سواءrlm;.rlm;

والحقيقة أن هذا التحليل ليس من بنات أفكار القس ريتش وحدهrlm;,rlm; وإنما هناك آخرون دقوا أجراس التنبيه لهذا الخطرrlm;,rlm; ومنهم علي سبيل المثال كينيث وود وارد أحد أشهر الكتاب السياسيين في أمريكا والذي كتب علي صفحات مجلةrlm;,rlm; النيوزويك مقالا رهيبا تحت عنوان البيت الأبيض إنجيل علي نهر الباتوميك فضلا عن ذلك الذي كتبه هاوارد فاينان تحت عنوان بوش والربrlm;.rlm;

وإنصافا لقوة البصيرة عند هؤلاء الذين استشهدت بهم أقول إنهم لم يكتبوا ذلك بعد خراب مالطة وبعد ظهور الفشل الذريع للسياسة الخارجية الأمريكية خصوصا في العراقrlm;,rlm; وإنما قالوا ذلك منذ اللحظات الأولي لشروع أمريكا في غزو العراق خلال شهر مارس عامrlm;2003.rlm;

نعم إنصافا لهؤلاء الذين استشهدت بمقالاتهم ينبغي أن أشير إلي أنهم جميعا أطلقوا مبكرا صيحات تحذير عالية ومسموعة تصب جميعها في اتجاه التحذير من خطر طغيان الحماس الديني علي البصيرة السياسية لدولة عظمي في حجم ومكانة أمريكا التي تمتد مصالحها الحيوية إلي كل مكان في العالمrlm;.rlm;

وعموما فإنه بعيدا عن الوقوع في دائرة الجدل حول صحة هذه التفسيرات من عدمهاrlm;,rlm; فإن الأمر المؤكد أنها تعكس إدراكا متناميا داخل أمريكا بشأن المخاطر التي يمكن أن تترتب علي سياسات الرئيس بوش ويراد تغليفها برداء ديني في بعض الأحيانrlm;.rlm;

وهذا الذي ذكرته نقلا عن مصادر أمريكية علنية ليس سرا علي أحدrlm;,rlm; وأن طاقم المستشارين في البيت الأبيض يدركون أن العديد من الأمريكيين ــ وكثيرين عبر العالم ــ يعتبرون بوش رجلا أعمته معتقداته عن فهم تعقيدات العالم المحيطrlm;,rlm; به وأن معتقداته المسيحية المتأججة تحت السطح ربما تمنحه قوة وعزما لكنها لا تعينه علي فهم السياسات الواجب اتباعهاrlm;.rlm;

وخلاصة القول إنه لم يحدث في التاريخ أن كانت أمريكا أصولية سياسيا وبشكل علني مثلما هي اليومrlm;..rlm; وهذه الخلاصة ليست من عندي وإنما اقتبستها بالحرف الواحد من مقال القس فريتس ريتشrlm;.rlm;

فهل لهم بعد ذلك أن يعايرونا بالأصوليه الإسلامية التي كانوا هم أول من وضع بذرتها علي أرض أفغانستان باسم الحرب المشروعة ضد الإلحاد السوفيتيrlm;..rlm; ومن رحمها ولدت أخطر جماعات الارهاب تحت اسم تنظيم القاعدةrlm;!rlm;


والحديث متصلrlm;..rlm;