علي أحمد الطراح
دول شرق آسيا استطاعت وبفترة زمنية قصيرة تحقيق الكثير من الانجازات واستطاعت هذه الدول ان تنافس الدول الغربية الصناعية اذا لم تتفوق عليها. التجربة الآسيوية في التطور تستحق منا المتابعة والتعلم منها لتحقيق ما استطعنا ان نحققه ونتغلب على كثير من اخفاقاتنا في التنمية. كوريا الجنوبية دولة يقترب تاريخها من الكويت حيث استطاعت ان تحقق انجازات عظيمة بعدما كانت من الدول الفقيرة في الستينات وكان تطورها مبنياً على التقنية والتعليم، ودولة مثل سنغافورة حققت المعجزات وتحولت الى مركز مالي عالمي جاذب لرؤوس الأموال والاستثمارات العالمية.
الكثير من المنظرين يعتقدون بثقافة الكسل الآسيوي واعتبر البعض من الغربيين ان المشكلة في الثقافة الآسيوية بينما على ارض الواقع تحولت الثقافة الآسيوية الى منظومة من قيم التطور ويبدو بفعل التنوع العرقي والثقافي حيث لعب العرق الصيني دوره في تعميق ثقافة العمل وتأثرت باقي الثقافات ومنها الثقافة الاسلامية ،فالتمازج الثقافي لم يتحول الى عائق للتطور بقدر ما منح هذه الدول فرصة لتحقيق ما عجزنا ان نحققه. الغرب حاول ان يجهض التطور الاقتصادي في آسيا الا انه لم يستطع وأصبح الغرب ينظر لهذه الدول على أنها دول منافسة ونتيجة لانخفاض الأجور حولت كثير من الدول الغربية مصانعها الى دول آسيا واستفادت هذه الدول من الخبرة الغربية وأصبحت منتجاتها منافسة من حيث الجودة للمنتج الغربي.
التعليم في هذه الدول الآسيوية يرتكز على التقنية الحديثة وبرزت جامعات عالمية كبيرة تنافس المعاهد الغربية كجامعة Hong Kong التي تحولت وبسرعة فائقة الى صفوف الجامعات العالمية وصنفت من أفضل 100 جامعة في العالم بينما وبالرغم من قدم التعليم لدينا فلم تصنف أي جامعة عربية ضمن أفضل 500 جامعة في العالم مما يدلل على فشل نماذجنا التعليمية.
كنا نتمنى ان يهتم مرشحو انتخابات 2008 بقضايا التعليم والتنمية وان يقدموا لنا رؤى علمية وواقعية لأسباب الفشل الذي منينا به ولكن يبدو ان معظمهم ان لم يكن كلهم فضلوا التركيز على القضايا الشعبية التي تجذب الناس كالرواتب واسقاط القروض ولم يبالوا لقضايا المجتمع الحقيقية.
دولنا النفطية لديها ثروات هائلة الا ان الأزمة تجسدت في إدارة الانفاق ،فالدولة لم تبال للتطور بقدر مبالاتها لكسب الرأي العام لصالحها على اعتبار ان الدولة هي الأب الراعي وعليه ان يقوم بمسؤولياته تجاه مواطنيه دون ان نراعي أهمية اعادة تنظيم العلاقة بين الدولة والمواطن ونتيجة لهذه السياسة تحول المواطن الى معتمد في كل شيء على الدولة الى ان أرهق كاهلها وزادت مطالبه التي لا تنتهي.
طريق التطور بحاجة الى عقلية جديدة تبلور سياسات حديثة قائمة على العلاقة المسؤولة بين المواطن والدولة وربما لا يأتي اليوم المنشود اذا ما استمرت الدولة في لعب دورها التقليدي واستمر المواطن في مطالبه الخاصة دون الاهتمام بمطالب الوطن.
وعلى المحبة نلتقي،،
التعليقات