محمد الرميحي


ليس هناك تعبير يوضح ماهية المسلسلات التي نشاهدها على التلفزيونات في رمضان وغيره من الشهور، إلا أنها تنتشر كالنار في الهشيم أيام رمضان المبارك. ولكن التعبير الإنجليزي لها مقارب لماهيتها بالإنجليزية تسمى هذا المسلسلات الطويلة بـ soap opera والتعبير فيه الكثير من التعقيد. فكلمة soap تعني من جهة صابون، ولكنها إن دمجت بـ opera أصبحت الكلمتان تحملان معنى واحدا، وهو مسلسل، واللعب على اللفظ يعني أن المسلسلات هي مسلسلات صابونية، أي منزلقة.
المشاهد العربي، وهو يتسمر أمام تلك المسلسلات، تبدو حالته غريبة.. هل تتذكرون مسلسل laquo;نور ومهندraquo; التركي الذي تسمّر أمامه عدد كبير من العرب أمام شاشاتهم الصغيرة، وأيضا عمل ذلك المسلسل دعاية كبرى لتركيا؟ إنه وأي مسلسل تلفزيوني يعرض اليوم laquo;منزلقraquo; صابوني، بمعنى أنه يأخذك من موقف إلى موقف درامي آخر، ويتوقف عادة على مكان مشوّق تسارع إلى استكماله في اليوم التالي. فهي إذن مسلسلات laquo;منزلقةraquo;.
وعادة ما تنتهي تلك المنزلقات بانزلاق أكبر، وهي أن المشاهد يخسر وقتاً ثميناً من دون أن يضيف إلى معارفه أو خبرته شيئا جديدا. ومنعطفات تلك المنزلقات التي بدأتَ عزيزي القارئ تتسمر حولها بعد الافطار، هي حب، خيانة، مؤامرة، قتل أو محاولة قتل، انفصال، سرقة، كذب ومن ثم بكاء أو عويل وضرب. هذه هي المفردات التي يضعها كاتب المسلسل ثم يطلق لخياله العنان...
أما أنت أيها المشاهد.. فتنزلق إلى المشاهدة