أمستردام: فكرية أحمد

طالب زعيم اليمين المتطرف بهولندا عضو البرلمان جريت فيلدرز بحقه فى التزام الصمت أمام المحكمة بأمستردام، وذلك في أول يوم محاكمة له أمس، وبعدم الرد تفصيلا على كل تهمة موجهة إليه من قبل المحكمة، أو الرد على التصريحات التي سبق وقالها إعلاميا ضد الإسلام، وتقديم تفسيرات حول أهدافها، وبقي ملتزما الصمت باستثناء بعض العبارات القصيرة التي أثارت تحفظات الادعاء والمحكمة لعدم وفائها بالإجابات المطلوبة في المحاكمة.
وقال فيلدرز أمام القضاة جملة مقتضبة في أول الجلسة quot; أعتقد أنني قلت ما أردت قوله ولا أجد ما أضيفه، ليس لدى شيء غير الحقيقة وحرية حق التعبيرquot;، ثم أعلن محاميه برام موسكوفيتس حق موكله القانوني في التزام الصمت. وواجهته المحكمة بأقوال له وتصريحات إعلامية ضد الإسلام تحث على العنصرية والكراهية، فرد فيلدرز باقتضابquot; ليس كل ما هو منسوب إلي قد قلته في الحقيقةquot;، ولكنه رفض أن يوضح للمحكمة ما قاله وما لم يقله في هذه التصريحات.
وقد أثار صمته تحفظ المحكمة، وطالبه القاضي، فان وايلدرس، بالرد والتوضيح قائلا :quot;من المهم من أجل العدالة أن ترد وتقدم تفسيرات حول كل ما نشر في مقابلات معك أو تصريحات، وعليك توضيح إذا ما كنت لا تزال تقف وراء تصريحاتك وتتمسك بها، وما هو الغرض من هذه التصريحات، وهل لم تجد كلمات أقل قسوة لتستخدمهاquot;.
وأمام صمته، عقب القاضي بقولهquot; أنت أدليت بهذه التصريحات لوسائل الإعلام، ولكن يبدو أنك لا ترغب اليوم في مناقشة هذه التصريحات وتفسيرهاquot;ورفعت الجلسة لدقائق بناء على طلب المتهم، ثم عادت لتنظر في التعقيبات والتصريحات التي دارت حول فيلم الفتنة الذي أنتجه فيلدرز، والذي طالب من خلاله بإحراق القرآن، مع تشبيهه بالفاشية وكتاب كفاحي لأدولف هتلر، وتصريحه الذي قاله فيهquot; علينا وقف تسونامي الأسلمة، لحماية هويتنا وثقافتناquot;.
وتعد هذه المحاكمة هي الأولى تاريخيا من نوعها في هولندا، والتي يتم فيها محاكمة سياسي بتهم الإساءة للإسلام، ويواجه فيلدرز إجمالا تهم الإساءة للمسلمين، والتحريض على الكراهية والتمييز، وذلك بناء على دعاوى قضائية أقامها ضده كل من اثنين من المحامين، أحدهما يمثل المنظمة الهولندية لمكافحة العنصرية، والآخر باسم منظمات المهاجرين، وستواصل المحكمة جلساتها خلال الأسابيع المقبلة من أجل الاستماع إلى الدفاع عن المتهم، على أن تصدر الحكم في 4 نوفمبر المقبل.