واشنطن

كتبت جنيف عبدو، رئيسة البرنامج الإيراني بمؤسسة سنتوري فونديشن، مقالاً نشرته مجلة فورين بوليسي، خصصته للحديث عن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي وكبار شخصيات الأمم المتحدة الأيام الأخيرة لدعم محادثات إيران مع الولايات المتحدة والدول الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن بشأن برنامج إيران النووي. إلا أن متكي والمسؤولين الإيرانيين لا يشيرون إلى المفاوضات النووية التي تأملها الولايات المتحدة وأوروبا، ولكنهم يحاولون جذب الانتباه للتفاوض حول إعلان طهران تبادل صفقة اليورانيوم الإيراني المخصب الموقعة بين إيران وتركيا والبرازيل في مايو الماضي. وهو الاتفاق الذي رفضته كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا كمحاولة إيرانية للخروج من العقوبات القاسية قبيل تمرير العقوبات في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والكونغرس. وهو الإجراء الذي دفع إيران إلى تبني موقف عدائي. إذ يقوم الآن متكي مرة أخرى بوضع الاتفاق على طاولة التفاوض، وهو ما يتعين على الإدارة الأميركية اقتناصه. فبدلاً من السعي وراء المحادثات بشأن برنامج إيران النووي الواسع ومخاطر فشلها، فإن التحرك الحكيم هو المحادثات مع إيران بخصوص إعلانها الأخير، بغية بناء الثقة. وهي بالتأكيد وجهة النظر التركية، حيث قام وفد تركي من البرلمانيين الأسبوع الماضي بمقابلة الإدارة الأميركية في واشنطن بشأن علاقة أنقرة مع إيران وإسرائيل وبعض القضايا الأخرى. كما نصح الوفد واشنطن بالمحادثات مع إيران فوراً بشأن إعلان طهران، وهو ما قام به وفد تركي آخر في الصيف الماضي. إلا أن جهودهم أثمرت عن عداء أعضاء الكونغرس والقليل من الاستجابة الحماسية لمسؤولي الإدارة.
بعض الدبلوماسيين الأتراك في أنقرة، قالوا إن على الولايات المتحدة قبول العرض الإيراني بجعل إعلان طهران هو الإطار لأي مفاوضات، حيث لا يوجد أي دعم الآن للمفاوضات بشأن برنامج إيران النووي. ويقول مسؤول تركي ذو صلة مباشرة بالمحادثات مع إيران، إن laquo;الدائرة الداخلية المحيطة بالمرشد الاعلى الايراني علي خامنئي تعتبر اتفاق طهران خطوة أولى لترسيخ الإيمان بالحكومات الغربيةraquo;. ومحاولة إحياء إعلان طهران تمتد من طهران إلى نيويورك، حيث قال المتحدث عن وزير الخارجية الإيراني رامين ميهمان برسات laquo;إننا قلنا مراراً وتكراراً نحن مستعدون للمحادثات مع مجموعة فيينا بشأن إعلان طهران وتحديد تفاصيل التفاوض، فضلاً عن موعدها ومكان إقامتهاraquo;. كما أعلن المسؤولون الأتراك رغبة بلادهم تسهيل المحادثات مع إيران والدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا. حيث يتفهم المفوضون الأتراك الآن السياسات الداخلية داخل النظام الإيراني أكثر من أقرانهم الأميركيين والأوروبيين، إذ كانت زيارات مسؤولي وزارة الخارجية التركية إلى طهران مفيدة. ويؤمن الأتراك بأن المفاوضات الأولى عن صفقة تبادل الوقود النووي، سوف تؤدي إلى توصل المرشد الاعلى والدوائر المحيطة به إلى حل وسط بشأن القضايا الأخرى التي تهم الغرب: مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة %20، التي رفضتها الإدارة الأميركية لأنها ستسمح بإنتاج سلاح نووي.
من المفيد ان تستمع الولايات المتحدة إلى الأتراك، حيث لا يوجد خيار بديل لبدء الحوار مع إيران. والمحادثات بين الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن وإيران، مع تركيا كوسيط، هو الممر الإيجابي للخروج من حالة الجمود.