واشنطن

كتب فرانك ريتش مقالا في صحيفة واشنطن بوست استعرض فيه دور الإعلام الجماهيري على الإنترنت، وتساءل عما إذا كان هذا النوع من الإعلام قد أدى الدور المرجو منه.
لقد احاط الصحافيون الاميركيون موقع تويتر بهالة عظيمة إبان الانتفاضة الإيرانية القصيرة العام الماضي، وتفاخروا بأن المعارضين كتبوا تعليقاتهم على الموقع باللغة الإنكليزية وليس الفارسية، ولكن في الحقيقة، فإن ما حدث قد صب في مصلحة صناعة المدونات في الغرب، وليس في مصلحة نضال الشعب الإيراني للتخلص من حكامه المتسلطين.
وفي الوقت الذي كان الجميع يتوقعون فيه أن الإعلام الإلكتروني الجماهيري سوف يعطي منبرا لمن لا منبر له، ويعطي المعارضة السياسية زخما أكبر، فإن الذي حدث غير ذلك، حيث استغل الساسة الكبار هذا الإعلام الجديد، وسخروا إمكاناتهم الكبيرة للاستفادة منه لمصلحتهم، حتى أصبح مجرد أداة أخرى أضيفت إلى أدواتهم التي يستخدمونها لنيل مآربهم وأهدافهم السياسية والشخصية.
وعلى الجمهور أن يدرك أن هناك فرقا بين الصورة النمطية الوردية التي رسمت لمواقع مثل فيسبوك وتويتر وبين الواقع.
فبينما ساعد الإعلام الجماهيري الرئيس الاميركي باراك أوباما في التغلب على هيلاري كلينتون لانتزاع ترشيحه الرئاسي عن الديموقراطيين، فإن الإعلام ذاته خذله عندما صوت %18 من الأميركيين من خلاله بأنهم يعتقدون أن أوباما مسلم.
والإعلام الجماهيري على الإنترنت غير بعيد عن التحايل الذي يتبعه بعض الساسة للوصول إلى مآربهم، فما يحدث على أرض الواقع من استخدام للمال السياسي في شراء جهود الكتاب والباحثين ونسبه لشخصيات سياسية، يحدث تماما في مجال الإعلام الإلكتروني، حيث تم الكشف عن معلومات تفيد بأن المرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس سارة بيلين قد دفعت مبلغ 22 ألف دولار لأحد الكتاب ليكتب لها تعليقاتها على الإنترنت.
واعترف جون ماكين -زميل بالين السابق بأنه جاهل في مجال الحاسوب، وبأنه لم يستخدم البريد الإلكتروني إلا منذ عامين- وما الذي يجب أن يفهمه الناس من تحول هذا الأمي في مجال الحاسوب إلى مدمن على موقع تويتر!
اما المرشح الديموقراطي آلفين غرين، العسكري السابق الذي ربح ترشيح الديموقراطيين في كارولاينا الجنوبية.فقد فاز هذا العضو الديموقراطي المغمور وحصوله على 100 ألف صوت، مما دفع زملاؤه الديموقراطيين أنفسهم لتصوير فوزه على أنه مقلب من الجمهوريين. غير أن أقوى دليل على صحة تفوق هذا المرشح هو أنه لم يمتلك جهاز حاسوب، وأنه قدم حقيقة شخصيته على أرض الواقع، وليس على صفحات الإنترنت الافتراضية.