عبدالله الحكيم


الويكيليكس تعيد روايات الحرب الأمريكية بأسلوب مغاير لما اعتدنا سماعه ورؤيته من خلال الإعلام الغربي ممثلا في البي ـ بي ـ سي، والسي ـ إن ـ إن. ويبدو أن مراسلي الويكيليكس ــ لديهم من الوقائع ما لا يتوافر إلى آخرين لديهم مثله، وهم يمارسون تغذية الموقع أولا بأول من داخل الحدث نفسه.
سأل أحد معدي البرامج في يوليو (تموز) من العام الجاري نفسه جوليان آسانج، وهو الناشط الإعلامي والناطق الرسمي المعروف بقيادته لموقع ويكيليكس .. عن مشاعره في جلب مشاهد لجنود أمريكيين يستمتعون بقتل أبرياء في مواقع متعددة من نواحي العراق وأفغانستان، وذلك من خلال تعريته لأحاسيس هؤلاء الجنود وتجريدهم من العنصر الإنساني الذي يستهدف الإعلام الأمريكي إبرازه فيهم قدر الإمكان، فقال له آسان معلقا على إشارة مجلة التايم التي مهدت لفضائح التصفيات بدم بارد منذ شهر أبريل للعام نفسه ــ إن موقع الويكيليكس ينقل الأحدث صرفة كما هي من غير إضافة ولا حذف، وهذه هي الكارثة .. وما هو أكبر من الكارثة عند إحداثيات عمل على هكذا نحو ــ يتضح لنا من خلال آخر المشاهدات قبل 48 ساعة فقط لا غير ــ وعلى مسؤولية الويكيليكس بقيادة الشخص نفسه أنه لا يمكن لنا إلقاء اللوم على الأمريكان وحدهم، فقد اتضح وجود فرق سرية عراقية وليست أمريكية لأعمال التصفيات الفورية داخل العراق، ولأسباب لا تتجاوز الانتماءات المذهبية ليس إلا.
وتلك الفرق مسؤولة عن تصفية حوالي 120 ألف عراقي ــ فيما لا تتجاوز المسؤولية الأمريكية بهذا الصدد مسألة التستر على مواطن عربي يمارس التعذيب أو التصفية بحق مواطن عربي آخر، فإذا كانت هذه هي أعمال المواطن العربي بقناعته داخل بلده ضد أخيه وجاره وابن عمه ــ كما تدفع بها إلينا وثائق الويكيليكس ــ البالغ تعدادها الآن قرابة الأربعمائة ألف وثيقة، فلماذا نلقي اللوم على من رأى التصفيات فسكت لأن الأمر لا يعني له شيئا من عدمه.