غزة - ضياء الكحلوت


هددت حركة المقاومة الإسلامية حماس أمس إسرائيل من أن أي عدوان جديد على قطاع غزة سيكلفها كثيراً، داعية الحكومة الإسرائيلية إلى التفكير ألف مرة قبل شن عدوان على غزة.
وكانت إسرائيل شنت عدوانا عسكريا كبيرا على غزة شتاء عام 2008، أدى لاستشهاد أكثر من 1500 فلسطيني وتدمير نحو عشرين ألف منزل بين كلي وجزئي وخلف عشرات المعاقين والمصابين، وشددت من الحصار على غزة التي تحكمها حماس.
ومنذ أيام زادت إسرائيل من تفسيراتها لقدرات حماس وتهديداتها بشن عدوان جديد على القطاع، وقالت مصادر إسرائيلية إن الجهات الأمنية تعتقد بقيام حماس خلال الأشهر القليلة الماضية برسم خرائط تفصيلية للمنطقة الجنوبية والوسطى من إسرائيل، وتقسيم لمناطق ذات أهمية خاصة لاستهدافها بالصواريخ بعيدة المدى في حال اندلاع حرب جديدة.
واتهمت الجهات الأمنية حماس بالاستعانة بمن أسمتهم laquo;المقيمين غير الشرعيينraquo;، والمقصود من يدخلون إسرائيل دون تصاريح لتحقيق هذا الهدف، حيث يقوم هؤلاء بتحديد الأماكن الحساسة والتقاط الصور وجمع المعلومات عما أسمته إسرائيل بالمواقع الاستراتيجية والقواعد العسكرية، وذلك لتكيل بنك أهداف خاص بحماس.
ونقلت المصادر عن ضابط كبير في قيادة الجبهة الداخلية قوله إن حماس ستقصف وسط إسرائيل بالصواريخ في أي مواجهة قادمة، بما يحمله هذا التوجه من إمكانية إصابة المواقع الحساسة، ما استوجب استعداد الجبهة الداخلية لمواجهة مثل هذا الاحتمال بالتعاون مع المجالس المحلية. وأعربت مصادر أمنية عن قناعتها بأن حماس تقوم بجمع المعلومات منذ فترة طويلة، وذلك لضرب قلب إسرائيل، مؤكدة أن حماس التي يتواجد قادتها في غزة على اتصال مع نشطاء الحركة في الضفة الغربية الذين يستخدمون laquo;المقيمين غير الشرعيينraquo; في منطقة تل أبيب والوسط لجمع المعلومات وتأكيد المعلومات الموجودة بحوزة حماس غزة.
وفي السياق اعتبرت الحكومة الفلسطينية المقالة بغزة تصريحات رئيس الاستخبارات الإسرائيلية السابق عاموس يادلين، التي وصف بها حركة laquo;حماسraquo; بالخطر الشديد الذي يجب تبديده، تعبيرا عن مواقف أيدلوجية laquo;صهيونيةraquo; قديمة جديدة، بهدف القضاء على الحركة الإسلامية والمقاومة التي تخوضها حماس.
وأضاف الدكتور يوسف زرقة المستشار السياسي لرئيس الوزراء إسماعيل هنية: إن يادلين يدرك أن حماس جادة في المقاومة وليست هامشية، وإنه يستشعر الخطر على الكيان بتنامي المقاومة بقيادة الحركة، مشدداً على أن ما قاله يهدف لتهيئة الأجواء العالمية والدولية لتقبل عدوان جديد على غزة، لذا يجدر تحذير النظام العربي والمؤسسات الدولية من العدوان القادم على غزة.
وتابع رزقه laquo;المشروع الصهيوني لا يتوقف عند حدود فلسطين وحدها، وإنما يمتد للشرق الأوسط والدول العربية والإسلامية، ليكون شوكة حربية مدعمة للاستعمار الأميركي الجديدraquo;، داعياً إلى إفشال وتبديد المشاريع الصهيونيةraquo;.
وكان يادلين قال خلال تسليمه خلفه الجنرال آفيف كوخفي مهامه منذ أيام: laquo;إن الضربات يجب أن تتلاحق ضد حركة حماس في الداخل والخارج، لأنها تستنهض المنظومة الإسلامية في البلاد العربية والعالم ضدناraquo;، داعياً إلى الانتهاء من إفشالها وتبديدها في المرحلة المحددة على حد قوله.
من جهته قال أرفع مسؤول سياسي بحركة حماس في قطاع غزة د.محمود الزهار إن دخول إسرائيل لغزة سيكلفها الكثير، وعليها التفكير ألف مرة قبل ذلك.
وحذر القيادي الفلسطيني الكبير من مغبة شن الاحتلال الإسرائيلي حربا جديدة على قطاع غزة، مضيفا أن الاحتلال يبالغ في حجم تقديرنا لضربنا بكل ثقة، وتهديداته مؤخرا جدية، وعلينا أخذها بكل حزم.