ناصر الصِرامي


laquo;إخواني جاءتني هذه الوعكة ما أدري ما هي ناس: يقولون لها انزلاق، وناس يقولون لها عرق النساء. النساء ما شفنا منهن إلا كل خيرraquo;.

هكذا تحدث الملك إلى شعبه، طمأنهم على صحته، وأهدى النفوس راحتها، كما خط مستقيم من نور.إنه عبدالله بن عبدالعزيز.

إعلان الديوان الملكي السابق واللاحق حول صحة المليك -حفظه الله-كان تأكيدا لناحية الشفافية التي ينتهجها مع مواطنيه، وكان خطابه المباشر هو الأكثر تداولاً.هذا الزخم الكبير والتقارب الأخاذ يحكي قصة شعب يعيش حالة حب خاصة مع ملكه.

المرأة السعودية التي تعمل وتنجز، تكسركل الظنون والتابوتات القديمة التي كونت بفعل التقاليد والعادات الجائرة، والأصل أن المرأة في السعودية لم تكن محاصرة أو مجال شك أو شبهة، كانت فاعلة في الحقل والقرية والحي، كانت المرأة إنسانا له كامل الثقة والاحترام، تفرض إرادتها وتمارس مسؤولياتها ودائما تكون مصدرا للخير.

يحكي صحفي خليجي ذكريات لوالده الذي عمل قبل ستة عقود في إحدى المهن البسيطة في المملكة، وكيف كانت المرأة في حالة متقدمة مقارنة بدول الجوار، لكنه يتساءل، ما الخطأ الذي حدث؟.

ومثل الحلم نتذكر، حين كنا أطفالاً ننتشر في الأسواق بين الرجال والنساء، كانت المرأة تبيع وتشتري، تساوم وتعقد الصفقات البسيطة، وفي بيتها تستقبل الضيوف وترحب بهم بثقة القادرة على إدارة نفسها وبيتها، لكن ذلك أو الكثير منه تغير، ضمن الأضرار الجانبية لفترة ما يسمى بraquo;الصحوةraquo; وتبعاتها التي قلبت وضعا بشريا طبيعيا، حتى وصل الأمر إلى التدخل بين الرجل وزوجته أو عائلته عبر اجتهادات من يفترض إنهم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر.

خلل أرجع المرأة أميالاً ضوئية للخلف، وعاملها كمخلوق متخلف، لدرجة أصبحنا نسمع تدخل محتسبين في نقاب المرأة، وعزمهم على تفتيش العيون الفاتنة وتغطيتها.

لم أر إلا كل خير منهن، لم أجد من امرأة قريبة أو زميلة إلا الخير والحرص على الآخر، وإنجاز المهام، ولم أقابل امرأة خائنة لزوجها أو حقوق عائلتها وصغارها مثلا، لكني وجدت رجالاً مخلين بعلاقاتهم العائلية والعملية وواجباتهم.

فكر في الفساد الإداري مثلا، ستجد أن الرجال هم أكثر الفاسدين والنساء أكثر المخلصين.

لكننا عكسنا الآية بفعل ثقافة قاصرة سادت لوقت وتعاونت على قمع نون النسوة لصالح ملاذتها أو تعليلا لأمراضها وضعفها.

ومعها مورس عسف للنصوص وتبديل للفطرة الإنسانية السليمة، واستغلال للمرأة بغطاءraquo;حفظهاraquo;، لكنه حفظ من أجل فحولة ثائرة تريدها تحت الطلب بشخصية مقموعة، خادمة ومربية.

لكن ذلك يتغير الآن، و لنتذكر هذا الدرس laquo;النساء ما شفنا منهن إلا كل خيرraquo;..