جاسر الجاسر
منذ أن كُشف عن البرنامج النووي الإيراني، والولايات المتحدة الأمريكية والدول الأربعة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا، تضطلع بمهام التفاوض مع إيران لإقناعها على قصر برنامجها على الأغراض السلمية وأن لا تستغل هذا البرنامج لتصنيع أسلحة الدمار الشامل، مما سيهدد السلم والاستقرار العالميين.
أهداف أمريكا والدول الخمس معها معروفة في التصدي للبرنامج النووي الإيراني، وهي ذات علاقة وثيقة بإستراتيجياتها وتفرعاتها والحفاظ على مصالحها وعلى مواقعها، وما حصلت عليه من نفوذ سياسي وعسكري عززت به مكاسبها الاقتصادية، إضافة إلى علاقة كل ذلك بارتباط كل الدول الست بما يقولون بالالتزام الأدبي والسياسي بالحفاظ على أمن وبقاء الكيان الإسرائيلي..!!
الذي تابع المفاوضات المستمرة بين إيران ومجموعة 5+1 لا بد وأنه قد لاحظ أن الدول الست وليست أمريكا فقط كانت تضع في اعتبارها تأمين سلامة الكيان الإسرائيلي من أي صواريخ أو أسلحة نووية إيرانية وقدموا ذلك على أمنهم القومي، سواء لأوروبا أو حتى لأمريكا، مع استحالة أن تصيب صواريخ إيران أراضٍ أمريكية.
ومجموعة 5+1 الذين يفاوضون إيران لديهم مبرراتهم وأهدافهم سواء ربطوا أمنهم بأمن إسرائيل أو هو اتجاه سياسي يلزم هذه الدول الست بمحاصرة البرنامج النووي الإيراني، إلا أن التأثيرات السلبية على علاقات الدول الست من قِبل البرنامج النووي الإيراني ليست بأقل مما سيصيب دول مجلس التعاون أمنياً وبيئياً وحتى سياسياً، ولذلك فقد كان من الأجدر وأكثر فائدة للمفاوضات هو إشراك كل المتخوفين من هذا البرنامج في هذه المفاوضات، فبدلاً من أن تكون مجموعة التفاوض 5 + 1 laquo;الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن + ألمانياraquo; كان يجب أن تكون 5 + 2 بإضافة مجلس التعاون لهذه المجموعة، كون المجلس الأكثر تأثراً وتأثيراً للبرنامج النووي الإيراني.
التعليقات