مرسى عطا الله

إذا كنا جادين في بلوغ حلم الديمقراطية الكاملة فإن علينا أن ندركrlm;-rlm; كنقطة بداية ـ أن الديمقراطية عنوان أساسي من عناوين العمل المنظمrlm;,rlm; وبالتالي فإن الديمقراطية أبعد ما تكون عن أي شكل من أشكال الممارسة التي تعود إلي الفوضيrlm;.rlm;

إن الديمقراطية قد تتنوع أشكالها ولكن أسلوب تعاطيها في كل دول العالم له مصدران أساسيان لا يجوز الخروج عنهماrlm;,rlm; فالمصدر الأول هو القانون والمصدر الثاني هو الممارسات واسعة الانتشار والتقاليد المتبعة علي مدي أزمان طويلةrlm;.rlm;
والديمقراطية لا تبيح لأحدrlm;-rlm; مهما كان موقعه أو مكانته ـ أن يتجاوز القواعد المرعية في الممارسة أو أن يغير واحدة منهاrlm;...rlm; فقط يمكن تفسير القانون قياسا علي السوابق البرلمانية والديمقراطية المتبعة منذ زمن طويلrlm;!rlm;
وفضلا عن كل ذلك فإن المبدأ الأساسي من مباديء الديمقراطية هو أن قرار الأغلبية يمثل القانون الأساسي لكل مجتمع يقوم علي المساواة في الحقوقrlm;..rlm; وهذا القانون الديمقراطي إذا لم يتم احترامه فلن يتبقي هناك سوي قانون القوة الذي يفتح أبواب الفوضي علي مصاريعهاrlm;!.rlm;
والشعوب الحرة هي التي تدرك أهمية القانون الديمقراطيrlm;..rlm; ومن الأقوال الشائعة عن سر رسوخ الديمقراطية في دول بعينها أنها تضع هذا القانون كأحد مناهج التعليم الأساسي ليتعلمه الأطفال منذ نشأتهم مع تعلمهم حروف الهجاءrlm;.rlm;
إن أبسط قواعد الديمقراطية التي نتنادي عليها جميعاrlm;,rlm; هو الالتزام بالحق المطلق في إبداء الرأيrlm;,rlm; بشرط أن يتوازي مع ذلك التزام مماثل بقواعد الديمقراطية التي توجب الانصياع في النهاية لرأي الغالبيةrlm;.rlm;
ولأننا علي أعتاب مرحلة دقيقة في تاريخ الوطن فإنه ينبغي أن يتكاتف الجميع من أجل أن تكون مرحلة إنعاش وتنشيط الممارسة الديمقراطية بشكل عامrlm;,rlm; والحياة الحزبية بشكل خاصrlm;,rlm; وتوسيع دور المجتمع المدني لكي يكون مجتمعا قادرا علي إنتاج وإطلاق الأفكار والمبادرات الخلاقةrlm;,rlm; المستندة إلي ثقافة مستنيرة تضيء المشاعل باتجاه رسم خريطة طريق لمستقبل أفضل لمصرrlm;.rlm;
ولكي يكون الحديث عن تصويب الممارسة الديمقراطية حديثا جاداrlm;,rlm; فإن علي جميع الفرقاء في الساحة السياسية أن يدركوا أن الديمقراطيةrlm;,rlm; بمفهومها الصحيح والشاملrlm;,rlm; ليست عملا ديكوريا نتزين بهrlm;,rlm; إنما هو خيار المصلحة الوطنية العلياrlm;,rlm; ومن ثم ينبغي أن ينبع تعاطينا للممارسة الديمقراطية من إرادة داخلية ترتكز إلي خصوصياتنا الثقافية والسلوكية ولا تتعاطي مع أي أجندات خارجيةrlm;.rlm;
ثم أقول في النهاية وبكل وضوحrlm;:rlm; إن المسألة أكبر وأشمل وأعمق من مجرد السجال والجدل وتسجيل المزيد من المواقف والمزايداتrlm;,rlm; فالمصلحة العليا للوطن ترتهن أساسا بمدي القدرة علي تضييق وسد الفجوة بين النخب السياسية المعارضة والأغلبية المنتخبةrlm;,rlm; ومن لا يقدر علي الإسهام في ردم وسد هذه الفجوة لا يحق له أن يتشدق بمفردات الديمقراطيةrlm;!rlm;