محمد الخليفي

لقد استخدمت التجربة الديمقراطية في الكويت، وما يحيط بها من صراع، مسوغاً من بعض الأفراد لنقد الديمقراطية حيناً، ولتقديم الأعذار عن تأجيل إجراء انتخابات برلمانية في قطر أحياناً أخرى.
والحجج التي تقدم لنقد الديمقراطية هي أنها تؤدي إلى اضطراب المجتمع وعدم استقراره، وبالتالي تعرض أمنه للخطر من جانب. كما أنها ليست فقط لا تحقق تقدم المجتمع بل تعوقه من جانب آخر.
وهاتان حجتان غير صحيحتين، فالديمقراطية في الأساس هي الوسيلة السلمية لإدارة الخلاف بين أفراد المجتمع، واتخاذ القرارات العامة. أداتها عد الأصوات عبر صندوق الانتخابات، وبالتالي فالعنف الذي يسود في بعض الانتخابات التي تجري هنا وهناك، والتصادم بين نواب الشعب وبوليس الحكومة، لا يمكن أن يعزى بأي حال من الأحوال للديمقراطية، بل للذين يرفضونها، ولا يريدون الاحتكام لأصوات الناخبين.
أما الحجة التي تقول إن الديمقراطية لا تؤدي إلى تقدم المجتمع فهي مردود عليها، ليس من خلال التجارب المعاشة الإيجابية والسلبية، بل بالقول: إن الديمقراطية هي الوسيلة التي من خلالها يتم التوصل للقرارات العامة (الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، وتفاصيل كل ذلك)، لكن القرارات العامة ذاتها تعتمد على الأفراد الذين يصنعونها. وبالتالي فإن الفشل أو النجاح هو في الواقع فشل أو نجاح فكر، ومعرفة وتخطيط هؤلاء الأفراد. وليس عندنا شك في أن القرارات العامة تكون أقرب إلى تحقيق المنفعة العامة عندما تتم عبر الآليات الديمقراطية، على الضد منها عندما يتخذها فرد أو قلة من الأفراد، والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصى.
ولقد عبر سمو الأمير بحق عن علاقة الديمقراطية بالأمن والاستقرار وتقدم المجتمع قائلاً: laquo;إن أصواتاً تخرج من أركان منطقتنا منذ سنوات طويلة، تحاول أن تصب في آذان العالم فكرة بعينها عن علاقة الديمقراطية بالأمن والسلام، تدعي أن توسيع الآفاق أمام المشاركة الشعبية لو تم في هذه المنطقة فلن يأتي إلا بمن يهدد السلام، ويقضي على الأمن. إلا أن الأقرب إلى الحقيقة هو أن تبني الإصلاح كان دائماً الطريق الحق إلى الاستقرار، والنهج الصائب في الارتقاء بآمال الأوطان والشعوب، فالمشاركة كلما اتسعت زاد إحساس المواطنين بالمسؤولية، واستقر في وعيهم مفاهيم الانتماء ومشاعر التفاني من أجل أوطانهم التي باتت منطقتنا تتطلع المشاركة كلما اتسعت زاد إحساس المواطنين بالمسؤولية، واستقر في وعيهم مفاهيم الانتماء ومشاعر التفاني من أجل أوطانهم التي باتت منطقتنا تتطلع إلى غد أفضل ومستقبل يضعها في المكانة التي تليق بها.