تل ابيب
إعفاء اليهود المتدينين من واجب quot;خدمة الدولةquot;، والدعوة لاتفاق سلام مؤقت، والجيش اللبناني يحصل على صواريخ فرنسية متطورة، ومنع رجال الإطفاء الفلسطينيين من حضور احتفال تكريمهم في إسرائيل... قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية.
صفقة مع quot;الأرثوذكسquot;
انتقدت quot;هآرتسquot; في افتتاحيتها ليوم الإثنين الماضي الملتمس الذي تقدم به رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الحكومة للمصادقة على ما سماه quot;إصلاحاًquot; شاملاً للعلاقة بين الدولة وquot;اليهود الأرثوذكسquot;، وهي الخطوة التي تبدو في ظاهرها إصلاحاً لكنها تبطن، حسب الصحيفة، استمراراً للامتيازات الاجتماعية والمالية التي يحظى بها اليهود المتدينون على حساب باقي أفراد الشعب، فبدلًا من تحمل أعباء المجتمع على قدم المساواة يتم استثناء اليهود الأرثوذكس من بعض المهام وخصهم بمساعدات سخية تعفيهم من العمل، فبموجب الإصلاح الذي تكلم عنه نتنياهو يسعى إلى تمديد قانون إعفاء المتدينين اليهود من الخدمة العسكرية وقصرها على الشباب اليهود غير المتدين، أو غير المنتمي لإحدى المدارس الدينية اليهودية، أما فيما يتعلق بوقف العلاوات المالية التي يحصل عليها هؤلاء فهي لن تدخل حيز التنفيذ إلا بعد خمس سنوات عندما تكون الحكومة الحالية قد خرجت من السلطة، بحيث سيحافظ نتنياهو في الوقت الحالي على نظام العلاوات التي يحصل عليها طلبة المدارس الدينية المتزوجين وإعفائهم من العمل، وهو ما يخلق في نظر الصحيفة طبقة طفيلية تعيش على حساب باقي أعضاء المجتمع، لا سيما شريحة الشباب الذين يؤدون الخدمة العسكرية ويعرضون أنفسهم للخطر من أجل الوطن ويكدون لدفع أقساط الدراسة الجامعية والبحث عن العمل، هذا في الوقت الذي تُستثنى فيه الجماعات المتدينة من القيام بواجبها إزاء المجتمع، والسبب في رأي الصحيفة، هو حرص نتنياهو على ائتلافه الحكومي الهش حتى لو كان ذلك يعني تقديم تنازلات كبيرة للأحزاب الدينية المشاركة في الحكومة مثل quot;شاسquot; وquot;التوراة الموحدةquot;.
خطة بديلة للسلام:
أمام تعثر مساعي السلام في الشرق الأوسط واعتراف أوباما بفشل محاولاته للتوصل إلى اتفاق بين الفلسطينيين وإسرائيل الذي توج بتخليه عن نهج المفاوضات المباشرة تساءل الكاتب والمعلق الإسرائيلي، quot;شلومو أفينيريquot;، في مقاله المنشور يوم الأحد الماضي بصحيفة quot;هآرتسquot; عن الحلول البديلة والخيارات المطروحة حالياً سواء على طرفي الصراع، أو الولايات المتحدة التي نصبت نفسها على مدار السنوات الماضية راعية وحيدة لعملية السلام، فبعد عجز واشنطن عن اجتراح الحلول المناسبة، وبعد الخطاب الباهت، كما يقول الكاتب، الذي ألقته وزيرة الخارجية الأميركية، واكتفت فيه باجترار الحقائق المعروفة، لم يعد ممكناً التكهن بالطريق الذي ستسلكه عملية السلام في ظل انسداد الأفق، فكل ما طرحته أميركا حالياً هو الدخول مباشرة في مناقشة قضايا الحل النهائي بدل التركيز على مسألة الاستيطان من خلال اعتماد تقنية التفاوض عن بعد، لكن ما الضمان لنجاح هذه المساعي؟ وهي دائمة الفشل منذ انهيار اتفاق كمب ديفيد عام 2000، عندما اعتقد كلينتون أنه قادر بشخصيته الكارزمية على إقناع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين بالتوصل إلى اتفاق، وحتى عندما جاء أوباما الذي لم يقل أبداً أنه يعشق رئيس الوزراء الإسرائيلي، أو أنه رجل سلام كما تفوه بذلك جورج بوش من قبله تجاه أرييل شارون لم يستطع زحزحة الوضع المتأزم ليبقى الحل في نظر الكاتب هو البحث عن اتفاق مؤقت تقوم فيه إسرائيل بخطوات أحادية مثل تخفيف الحصار على غزة الذي استنفد دوره عدا تشويه سمعة إسرائيل، وتسليم مناطق quot;جquot; في الضفة الغربية إلى الفلسطينيين، والحد من القيود على الحركة، فضلاً عن فسح المجال أمام البضائع الفلسطينية المنتجة في الضفة للمرور عبر الموانئ الإسرائيلية.
الصواريخ الجديدة:
تناولت صحيفة quot;جيروزاليم بوستquot; في افتتاحيتها ليوم الإثنين الماضي القلق الذي عبر عنه المسؤولون العسكريون في إسرائيل من إعلان فرنسا استعدادها بيع صواريخ من طراز quot;هوتquot; المضادة للدبابات للجيش اللبناني، فالصاروخ الذي اعترض عليه الإسرائيليون وتؤيدهم في ذلك الصحيفة يصل مداه إلى أربعة كيلومترات وقادر على اختراق الدروع، فضلاً عن إمكانية تثبيته في العربات، أو الطائرات المروحية، أما السبب وراء التخوف الإسرائيلي فهو وقوع تلك الصواريخ في أيدي quot;حزب اللهquot; ليستخدمه ضد المدرعات الإسرائيلية، لكن تذهب الصحيفة في تحليلها إلى أبعد من إلقاء اللوم على فرنسا التي وافقت على بيع صواريخ متطورة للجيش اللبناني لتشير إلى ميل غربي عام خلال هذه الفترة للتصالح مع سوريا وإيران والقوى الموالية لهما في المنطقة، مدللة على ذلك بتصريحات هيلاري، التي أشادت فيها بالعلاقات مع لبنان وبرفع الحظر الذي كان مفروضاً على تسليح الجيش اللبناني، ما يعني في نظر الصحيفة تسليماً بالنفوذ الإيراني في المنطقة، بل إن هذا الإقرار بالحضور الإيراني يوازيه في المقابل إدراك لدى القوى المحلية بانحسار التواجد الغربي ونفوذه التقليدي في المنطقة لتبدأ عملية التحول في المواقف التي دشنها، كما تقول الصحيفة، وليد جنبلاط الذي أدرك بعد مناوشات قواته مع quot;حزب اللهquot; في مايو 2008 ببيروت عدم جدوى التعويل على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، هذا في الوقت الذي تتالت فيه زيارات سعد الحريري إلى دمشق في محاولة لبث الدفء في العلاقات الثنائية، لتحذر الصحيفة من تشكل خريطة جديدة لموازين القوى في الشرق الأوسط بدأت تبرز مؤخراً ولا تصب في مصلحة إسرائيل.
إهانة أصدقائنا العرب
بهذا العنوان استهل الكاتب الإسرائيلي quot;زيفي لينشرquot; مقاله يوم الأحد الماضي بصحيفة quot;يديعوت أحرنوتquot; محيلاً إلى المعاملة المخجلة والمهينة التي تعرض لها رجال الدفاع المدني الفلسطينيون، الذين شاركوا زملاءهم الإسرائيليين وطواقم الإنقاذ العالمية، التي هبت لمساعدة إسرائيل في إخماد حريق الكرمل بعدما عجزت السلطات الإسرائيلية في التعامل معه، ففي بادرة نظمتها بلدة إسرائيلية في الشمال قامت بتوجيه دعوة لهؤلاء الرجال الفلسطينيين لحضور حفل تكريم بحقهم لمساهمتهم في إطفاء الحريق، لكنهم منعوا عند المعابر الحدودية من دخول إسرائيل لحجب الترخيص عنهم، وعند الاستفسار عن هذا المنع قدم المسؤولون الإسرائيليون عذراً أقبح من ذنب، حسب الكاتب، لأنهم أرجعوا ذلك إلى أسباب تقنية لها علاقة بعدم التنسيق مع السلطات الفلسطينية، لكن الكامن في النفوس هو ما سيكشفه عضو الكنيست الإسرائيلي quot;ميكال بن-آريquot;، الذي علق على الحادث بقوله quot;إننا سنوجه لهم الدعوة لحضور الحفل عندما يأتون معهم بجلعاد شاليطquot;، هذا التصريح يعكس في رأي الكاتب المواقف الإسرائيلية المتعالية والمتغطرسة إزاء العرب، إذ لم ينظر إلى رجال الوقاية المدنية بصفتهم المهنية وما قدموه من مساعدة بل فقط كعرب يستحقون الإهانة.
إعداد: زهير الكساب
التعليقات