تتبع أخبار الموضة أصبح هوساً للجنسين.. وتطبيقها مازال أعمى

الكويت - فهد الخالدي

أصبحت المجتمعات العربية أكثر انفتاحا على العالم، ومنها مجتمعنا الكويتي نظرا لتوافر وسائل الاتصال بالعالم واطلاع افراد المجتمع على التطورات الحديثة، ومخالطة مجتمعات اخرى وتتبع ما هو جديد عبر هذه الوسائل، من هذه التطورات ما طرأ على لباس المجتمع الكويتي من تغيير ليكون بين حياء الماضي وجرأة الحاضر، وأصبح تتبع موضة اللباس جليا في بلدنا، خصوصا في زمن تحكمه العولمة التي اخترقته بقوة سواء في مجال الاقتصاد أو السياسة أو الفكر أو الثقافة أو القيم.

اللباس حق وحرية شخصية لا غبار عليها، الا ان النوع غير اللائق وغير المحتشم بعيد كل البعد عن التقاليد والاعراف الكويتية التي تنتمي الى الدين الاسلامي، من هذا المنطلق نقول ان فكرة فاصلة تكونت بين اللباس الصحيح والآخر الذي تسربت تقليده الى ذهن الشباب الكويتي حتى أصبح البعض منهم لا يعترف باللباس التقليدي ولا يكاد يرتديها الا في المناسبات الخاصة من أعياد وحفلات تخرج أو أعراس، وربما يحتاج الى حصص تدريب ليتمكن من ارتدائها بالشكل الصحيح.

لمعرفة أسباب نزوح الشباب من أولاد وبنات الى اللباس الحديث وتتبع الموضة وهجرة اللباس الاصيل كانت هذه الجولة للوقوف على حقيقة الامر.

في البداية أكد محمد عبدالرزاق ان مواكبة الموضة في اللباس أصبح لما له من أهمية وانعكاس على الشخصية، فالاغلبية ترتدي اللباس الحديث مثل التي شيرت والجينز أو البدلة الكاملة كما انه من المهتمين بما هو حديث لكن ضمن العادات والتقاليد دون الخروج عنها، مضيفا انه في بعض الاوقات يرتدي اللباس التقليدي المكون من الدشداشة والغترة والعقال، لكن في مناسبات معينة مبررا اللجوء الى موضة اللباس غير التقليدي لخفته واتاحته الحرية في الحركة وسرعة ارتدائه.

وبدورها، قالت مها العلي، وهي طالبة في أحد الجامعات الخاصة لا يمكن ان يقف الانسان وحيدا ضد التطور ليحافظ - كما يقال - على اللباس بشكله القديم وأحيانا يتعرض لنقد لاذع يدفعه من حيث لا يشعر باللجوء الى الملابس الحديثة بالرغم من عدم قناعته بذلك لكن يبقى الخيار له باختيار الملابس التي تحفظ كرامته، مضيفة ان تتبع الموضة فيه من الكلفة المالية الكثير، خصوصا لدى البنات كونه يحتاج الى اكسسوارات اضافية أخرى وبألوان تتماشى معه فلابد من حقيبة يد تتماشى مع البدلة وساعة يد كذلك وحذاء متناسق ما يضيف كلفة أكثر، في حين لو كان لباسا تقليديا لا يصل الى كل هذه المصاريف، معربة عن أسفها أن البعض قد وصل الى حد التعري في الملابس وهذا ملاحظ بين طالبات الجامعة فمنهن من تلبس القصير جدا وأخريات يلبسن ما يكشف عن وسط البطن وكل هذه الموضات لها أسماء فتختفي موضة وتخرج أخرى ولا يمكن ان نقف ضد ذلك الا ان يكون هناك تعاون وتوعية اعلامية وتربوية لتنشر ثقافة اللباس المحتشم دون التعرض لحريات الآخرين.

ومن جانب آخر، قال أحمد المبارك ان موضة الملابس أصبحت فوضة تخرج عن مسارها حيث يرتدي البعض أزياء فاضحة، مع العلم انه من الجيد ان نواكب الموضة ان كان في اللباس الاصيل وضعف الدور الاعلامي الداعي للمحافظة على زينا الشعبي المعتاد أدى ذلك الى توجه الكثير الى الملابس الافرنجية، وأكد أنه لا يمكن ان يفكر في يوم من الايام بالتخلي عن لبسه المعتاد وان تعرض للنقد لكنه لا يتعرض لحرية الآخرين الا من باب النصيحة فقط، وتمنى ألا ينجر الشباب خلف الصرعات ان كانت في اللباس وغيره كوننا مجتمعاً محافظاً لا يمكننا التخلي عن هويتنا الكويتية العربية الاسلامية الاصيلة الداعية الى الفضيلة والاحتشام، مستدركاً بقوله ان هناك أوقات أو أماكن تحتاج مثلا للباس معين كالملابس الرياضية أو عند الخروج للبر أو يكون في نزهة بحرية، لكن لا يكون هذا هو الديدن في اللبس لتخلي الفرد الكويتي عن هويته الاصلية.

ومن ناحيته، قال زايد القحطاني ان الغترة والعقال أصبحت لدى بعض الشباب موضة قديمة ومن الصعب ارتداؤهما حيث هناك الكثير من الاشخاص لا يعرفون يلبسون الغترة والعقال لان أسرهم لم ترشدهم ولم تأمرهم وتعودهم على ذلك. وأردف القحطاني ان الموضة في اللباس لها سلبياتها وايجابياتها، فمن السلبيات بعض أنواع الملابس غير الساترة سواء للبنات أو الاولاد، ومن الايجابيات بساطة الملابس الحديثة وتوافر العديد منها في الاسواق وبألوان مختلفة، وبعضها لا يحتاج الى الكثير من المال.

ومن جانبه، بيّن أحمد البيرمي ان الموضة في الملابس دليل على تحضر الفرد وانفتاح المجتمع فلكل زمان تغيرات تستجد في الملابس وفي السلوك العام والخاص وللانسان الحرية الكاملة في اختيار ما يعجبه طالما ليس فيه تعد على الآخرين، مؤكدا في الوقت نفسه انه من المؤيدين بشدة لمتابعة الموضة والمحافظة عليها لما توفره هذه الملابس من حرية الحركة وانسجام مع النفس لما فيها من ألوان وأشكال متعددة.

ولفت البيرمي الى ان من لا يتبع الموضة يعتبر متخلفاً في مواكبة العصر، وتساءل عن انتقاد البعض للباس الحديث في حين المنتقد نفسه يرتديه عندما يسافر للخارج، وأردف: laquo;اننا منذ الصغر سواء كنا في المراحل التعليمية أو في غيرها قد تعودنا على هذه الملابس فلماذا الرجوع الى اللباس التقليدي، واعتبر ان الملابس الحديثة والتقليدية لا تعكس الجوهر فلربما يكون الانسان بلباسه التقليدي وغير ملتزم بأخلاق مجتمعه، والخلاصة ان الملابس ما هي الا ستر للانسان لا تعبر عن جوهره.