كشمير

منع السياح الاجانب من الوصول الى ضريح اسلامي مقدس في كشمير الهندية، مع ازدياد الاهتمام بفرضية تقول ان السيد المسيح مدفون فيه. والمقام الواقع في مدينة سرينغار شكّل موضع تكهنات تفيد ان المسيح لم يمت عند صلبه، وتوفي لاحقا في كشمير. وهو اعتقاد غذّته كتب شعبية مثل quot;يسوع عاش في الهندquot; للكاتب الالماني هولغر كيرستن.
وقد فرض هذا المنع على السياح، للمرة الاولى، علما ان الضريح يضم قبر الشيخ المسلم quot;اوز اسافquot; المغطى برداء اخضر والمطرز بآيات قرآنية. وقال المسؤول عن الضريح محمد امين رينغشول ان quot;الاهتمام بالموقع غير مرحب به، والسكان المحليين منزعجون من وجود اجانب يطرحون اسئلة كثيرةquot;. ورأى ان quot;هذا الامر عمل اشخاص مرتبطين بالاوساط السياحية، بحيث يوهمون الزوار بان المسيح مدفون هناquot;.
واضاف: quot;السكان يسألون لماذا يزور السياح الغربيون الضريح، وليس ضرائح اخرى في كشمير؟ ولتجنب اي مشكلات، قررنا قفل الموقع امام الاجانب الذين كانوا يجرحون مشاعرناquot;.
والفكرة القائلة بان يكون السيد المسيح مدفونا في ضريح روزابال مطروحة من مئة عام على الاقل. وقد تجدد هذا الجدل مع ادراج هذه الفرضية في النسخة الهندية الاخيرة من الدليل السياحي العالمي quot;لونلي بلانيتquot; الشهير، ما اثار اهتمام عدد كبير من زوار منطقة كشمير الخلابة الواقعة في الهملايا.
وعادة يتوقف المسلمون من ابناء المنطقة للصلاة امام الضريح القائم عند زاوية شارع مكتظ في سرينغار القديمة، او يدخلونه ليصلوا قرب القبر، علما ان صلاة خاصة تقام داخله في 13 من كل شهر هجري. ويدّعي المؤلف هولغر كيرستن في كتابه الصادر العام 1981 ان quot;ثمة تفاصيل خفية في الضريح، مثل آثار اقدام تحمل آثار صلب، فضلا عن اشارات quot;ادبية وتاريخيةquot; تدعم فكرة ان يكون المسيح دفن في هذا المكانquot;.
ويقول في كتابه: quot;ليس ممكنا ان يكون جسد المسيح دفن هنا، بل الامر مرجح جداquot;، في وقت استبعد رجال دين مسيحيون ذلك كليا. ويروي ان quot;المسيح عندما كان شابا سافر الى الهند ودرس البوذية، ثم عاد مجددا الى هذه البلاد، بعدما نجا من الصلبquot;.
وقد زادت التهكنات ان المسيح زار الهند نتيجة عدم توفر المعلومات عن حياته بين الثانية عشرة والثلاثين. ورينغشول، شأنه شأن المقيمين في منطقة سرينغار، هالته اقتراحات طرحت قبل اعوام لبت هذه القضية من خلال نبش القبر لاجراء فحوص quot;دي ان ايquot; لمعرفة ما اذا كانت هناك اصول يهودية للشخص المدفون فيه، واجراء عملية تأريخ بالكربون. وأكد quot;اننا لن نسمح ذلك اطلاقا. فهذا الامر يعتبر تنكيلا بالضريحquot;.
وكانت الباحثة سوزان ماري اولسن المقيمة في نيويورك، وهي من دعاة اجراء فحوص الـquot;دي ان ايquot;، ارغمت على مغادرة كشمير قبل اعوام، بعدما تقدم القيميون على الضريح بشكوى ضدها، متهمين اياها quot;بالاساءة الى معتقدات المسلمينquot;. وقد كتبت مرارا الى الحكومة المحلية للحصول على مساعدة، لكن مساعيها باءت بالفشل حتى اليوم.
ويشير رينغشول الى ان quot;اولسن ارادت فرض حظر التجول على البلدة، لتتمكن من القيام بفعلتها الشنيعةquot;، متوعدا اي quot;خطة لنبش القبر بمقاومة قويةquot;. وقد توجه احد الشبان المحليين بغضب الى احد المصورين في الضريح قائلا: quot;هذا الضريح لنا، وسنبذل دمنا اذا حاول احدهم ان يثبت عكس ذلكquot;.