عبدالله ابو السمح

الإجازة الرسمية التي أعلنتها الحكومة اللبنانية (الثلاثاء 6 يوليو) بمناسبة وفاة المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله مجاملة للطائفة الشيعية في لبنان للمشاركة في مراسم دفنه هي مظهر جيد لنجاح الحكومة وسياسة الائتلاف بين طوائف ذلك البلد المتعددة، وهذا أمر يطمئن السياح العرب المصطافين في لبنان ويشجعهم على ذلك، ونرجو أن يكون في هذه الإجازة والحدث ما يخفف من حدة المناقشات السياسية في وسائل الإعلام اللبنانية التي تعطى صورة قاتمة من شدة مبالغاتها للوضع اللبناني. وحتى فيما يخص اكتشاف البترول في مياه البحر الأبيض المتوسط المواجه للبنان وجارتها اللدودة إسرائيل. فما إن بدأ الفرح بأنباء توقعات أكيدة بامكانية وجود بترول وغاز حتى غرق في لجة مناقشات سياسية حول إصدار قانون للنفط واستغلاله، وقد سارعت إسرائيل فأعلنت على لسان وزير ماليتها بأن النفط المكتشف ملك لها، وذلك تعليقا على مطالبة لبنان إسرائيل وشركة (نوبل) الأمريكية بعدم العمل في نطاق المياه الاقليمية اللبنانية وهي موضع اختلاف وبعضه في المياه الدولية، إسرائيل أعلنت عن اكتشاف حقل (لوفيتان) ويحتوي على كمية كبيرة من الغاز تقدر بحوالي 122 تريليون قدم مكعب وقرابة ملياري برميل من النفط، هذا الحقل في أعماق البحر المتوسط في المياه الإقليمية قبالة حيفا وكذلك في بحر غزة، وهما ليسا حقلين فقط بل هناك سواهما، والمهم والأخطر أن إسرائيل أعلنت أنها لن تسمح لأحد سواها باستغلال ذلك مهددة بالقوة العسكرية.
وفي لبنان، يفيد المسح الابتدائي بواسطة شركة دانمركية بوجود حقول أو مكامن زيت في مياهها، ولكن ليس عندها موارد كافية لمواصلة البحث، وأمام الإشكاليات السياسية الداخلية والخارجية مع إسرائيل يتردد المستثمرون من شركات البترول في النظر إلى هذه الكعكة، ولهذا ربما تظل لبنان بلدا للسياحة فقط، ودمتم.