محمد صلاح الدين

أطاح النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة بسيدتين أمريكيتين من أصل لبناني، ومن أبرز الإعلاميات الأمريكيات، الأولى هي هيلين توماس كبيرة مراسلي البيت الأبيض الأمريكي لأكثر من خمسين عامًا؛ لأنها أعلنت ردًّا على سؤال صحفي أن اليهود دخلاء، ومغتصبون لفلسطين، وأن عليهم الخروج منها، والعودة إلى بلادهم الأصلية التي هاجروا منها. وأمّا الإعلامية الأمريكية الثانية التي فقدت عملها فهي أوكتافيا نصر، وهي مسيحية من أصل لبناني رئيس قسم الأخبار في الفضائية الأمريكية CNN، وكانت جريرتها أنها أثنت على المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله، ووصفته بأنه رجل حوار وتعايش، فكان مصيرها الطرد؛ لأن إسرائيل تعتبره إرهابيًّا، وبالتالي الولايات المتحدة الأمريكية!! * * * إن اعتبار عالِمٍ كبيرٍ، وقمة فكرية إسلامية، ومرجع ديني متميّز كالسيد محمد حسين فضل الله، بأنه إرهابي إنما يبرز الطغيان والغطرسة الصهيونية، ويؤكد الطبيعة الإرهابية التي قام عليها الكيان الغاصب منذ تأسيسه حتى اليوم، وهو دليل على العمى الأمريكي، والامتثال والدعم المطلق لكل جرائم إسرائيل، وازدواجية المعايير بالنسبة للعرب والمسلمين. لقد أخطأت السفيرة البريطانية في بيروت فرانسيس جاي، فأثنت ثناءً عاطرًا على السيد فضل الله -يرحمه الله- الذي تعرفه جيدًا، والتقت به، وتحاورت معه طويلاً، فأجبرت الخارجية البريطانية السفيرة جاي على حذف هذا الثناء من مدونتها على الموقع الإلكتروني للسفارة، وأصدرت الخارجية البريطانية بيانًا يؤكد بأن هذا الثناء، لا يعبّر إلاّ عن رأي السفيرة. * * * إن كل ذلك من شأنه أن يثير مجددًا التساؤل الذي تتجنب الإجابة عليه الدول الغربية وأمريكا إذعانًا لإسرائيل، وهو: مَن هو الإرهابي؟ محتل الأرض، وغاصب الديار؟ أم الذي يقاوم هذا الاحتلال، ويناضل ضد أشنع صور جرائم الإبادة والمذابح الجماعية، وتدمير كل مقومات الحياة الإنسانية للضحايا وهم شعب كامل بالملايين؟