جهير بنت عبدالله المساعد


ماذا يعني النقاب والمئذنة بالنسبة للمسلمين؟!
إن المظاهر الإسلامية التي لا يتنازل عنها المسلمون ليست هي الدليل الوحيد على إسلامهم إنما هي علامة من علامات وجودهم على الأرض تحمل شيئا من الرمز إليهم وتعبر عن موقفهم في الحياة! وما يجري الآن من حولنا أن حربا شعواء معلنة ضد بعض الرموز الإسلامية والتي هي ليست شخصيات من لحم ودم يقال عنها متطرفة أو متشددة وخطر على البشرية إنما هي مظاهر يصح الإسلام بدونها شاءوا أو أبوا! لكن الحملات الاستفزازية تجاه بعض هذه المظاهر كما يجري الآن مثلا ضد النقاب في أوروبا أو المئذنة التي أقامت عليها الدنيا سويسرا الوديعة ولم تهدأ! تثير التساؤل، لماذا هذا التوقيت بالذات؟ فالمآذن ليست وليدة اليوم هي من عمق التاريخ كذلك النقاب قد يكون عليه بعض التغييرات لكن كان معروفا وسائدا منذ زمن طويل وكثير من السعوديات على الأخص سافرن إلى أمريكا وأوروبا منذ سنوات طويلة ورفضن خلع غطاء الوجه الكامل الذي اعتدن عليه وصار جزءا من حياتهن وجزءا من شخصيتهن الذاتية .. ما الذي جعل العالم كله يتغير ويغير موقفه من المظاهر والرموز الإسلامية التي كانت مألوفة ومعتادة وليس منها ضرر على الآخرين؟! وفي المقابل لماذا الجهات المعنية بلم شمل المسلمين والمنوط بها معالجة أوضاعهم .. لازالت بعيده كل البعد عن المواجهة ولم تفكر في اعتبار هذه القضية من واجباتها الدفاعية عن المسلمين وليس عن الإسلام لأننا لن نخسر إسلامنا لو منعوا في بلادهم النقاب أو المئذنة لكننا سوف نخسر شيئا من كرامتنا وحرياتنا في التواجد مع الآخرين داخل مجتمع واحد في مكان يدعي أنه يصون حرية الفرد ويوفر للإنسان حقوقه في اختيار ما يناسبه في عقيدته ومظهره! والملاحظ أنهم منعوا مثلا النقاب في الجامعات ودور العلم لكن لم يتحدث أحد منهم عن الجينز أو البنطلون أو القصير أو الكتف العارية والصدر المفتوح والقميص الشفاف فهل نقابنا أخطر من كل ذلك؟! كان بودي أن يكون لنا صوت قوي وواضح في التعبير عن موقف يرفض المساس بالكرامة الفردية للإنسان المسلم لكن قبل أن نلوم الآخرين علينا اليوم مواجهة الحقيقة المرة فلولا سلوكيات بعض المستغلين للنقاب ولولا الإرهاب المفجع والتخفي وراء النقاب لارتكاب الجرائم ما كان اليوم العالم كله ضد النقاب بما فيه بعض البلدان العربية المسلمة! إنه الثمن المدفوع من كرامة المسلم لإشباع نهم التطرف الأخرق! المسلمون اليوم هم المثل الحي لتطبيق مقولتهم الشهيرة: على نفسها جنت براقش!!.