حسن المصطفى
في مايو الماضي، وإبان منتدى quot;الجزيرةquot; الخامس، أطلق مدير عام شبكة quot;الجزيرةquot; وضاح خنفر، مبادرة تجاه quot;المدونينquot; تهدف إلى دعمهم، وحمايتهم، وتفعيل أدائهم بهدف نشر عدد من التقارير التي يصورونها عبر كاميرات الفيديو على أقنية شبكة quot;الجزيرةquot;.
الخطوة بدت واعدة خصوصا أنها ترتكز على مجانية محتوى quot;الجزيرةquot; على الإنترنت، وتدريب المدونين، ودعمهم، إضافة لحمايتهم من خلال قسم الحريات وحقوق الإنسان. وهو الأمر الذي تفاعل معه الناشطون الإلكترونيون على quot;تويترquot;، والمدونات، والمواقع الاجتماعية الأخرى.
وفي سبيل ذلك تم التنسيق مع قسم الحريات وحقوق الإنسان في الجزيرة، كما تم شراء 100 كاميرا من نوع (Flip Cam)، ليتم توزيعها على عينة عشوائية من المدونين ليقوم هؤلاء بالتدوين المرئي عبر تصوير مقاطع فيديو، وإرسالها عبر الإنترنت إلى quot;الجزيرةquot;، حيث تتم غربلتها، لينشر الصالح منها على quot;الجزيرة.نتquot;، وquot;الجزيرة مباشرquot;، فيما يحظى المتميز منها بالنشر في quot;الجزيرةquot; الأم.
الخطوات السابقة على أهميتها، وطموحها الكبير، إلا أنها لا تزال بطيئة، وتحتاج لتفعيل، خصوصا أن أهم ميزة في quot;الإعلام الجديدquot;، هي سرعته، وتخطيه لحاجز التراتبية والبيروقراطية التي يعاني منها الإعلام quot;التقليديquot;، وهي المسألة التي يجب أن يعيها القائمون على المشروع.
قبل مبادرة وضاح خنفر، كان هنالك سبقٌ لفضائية quot;فرنسا 24quot; عبر برنامج quot;مراقبونquot;، وهو برنامج يعتمد على التواصل مع المدونين في أنحاء العالم، ويحولهم لمراسلين افتراضيين للقناة، بحيث يقومون بإرسال الأخبار، ومقاطع الفيديو لعرضها على الشاشة.
في القنوات الأخرى، تمت الاستفادة من جهود المدونين والمواطنين، خصوصا مع بروز مفهوم quot;المواطن الصحفيquot;. وشاهدنا الكثير من الصور، والمقاطع التي التقطها أناس عاديون عبر كاميرات هواتفهم المحمولة، واستفادت منها الفضائيات. إلا أنها لم تطور من أداء هؤلاء الناس، ولم تسع لإشراكم بشكل مستمر وفعلي في دائرة العمل، والأمر يعود برأيي لعدم وعي الكثير للمعنى الحقيقي لـquot;الإعلام الجديدquot;، والفروقات بينه وبين الإعلام quot;التقليديquot;. وبانتظار أن تبدأ quot;الجزيرةquot; خطواتها العملية تجاه المدونين، سيسبقها هؤلاء، ماضين في أنشطتهم، لأن الوقت بنظرهم لا ينتظر، ولا مجال لكثير من quot;التنظير الإعلاميquot;.
التعليقات