واشنطن
أوردت صحيفة laquo;لوس أنجلوس تايمزraquo; تقريراً لمراسلها في القاهرة جيفري فيشمان كشف فيه ان صحة الرئيس حسني مبارك احتلت الحيز الأكبر من التكهنات وأحاديث الشارع والمدونات في مصر على مدى هذا الصيف، فتارة تسمع من يقول إن وجه الرئيس يبدو شاحبا، فيرد آخرون: إنه في كامل حيويته، ثم تجد من يرى ان الرئيس قد وَهَن، بينما يرى آخرون أنه بكامل قوته.
همس وتخمين
الحديث عن صحة الرجل الذي يحكم البلاد منذ ثلاثين عاما، يهيمن على وعي الأمة، حيث تسمع في أروقة القاهرة الكثير من الهمس والتخمين، لكن يبدو أن قليلين هم من يعرفون الحقيقة حول صحة الرئيس أو ما يدور خلف أسوار القصر الجمهوري.
وغياب المعرفة بحقيقة الوضع الصحي للرئيس هو الذي يجعل المصريين يهتمون بالتفاصيل المتعلقة به، كيف يبدو؟ وكيف يتكلم؟ وكيف يمشي؟ وكيف يبتسم؟ التقارير الإسرائيلية تشيع انه في وضع صحي خطير، بينما تنشر الصحف الرسمية المصرية تقارير عن نيته خوض انتخابات الرئاسة للعام المقبل.
ونظرا لعدم وجود نائب للرئيس أو مرشح واضح يخلفه، فإن حالة من القلق والترقب تسود وادي النيل وواشنطن، خاصة ان هذا الرجل تصدى للأصولية والتزم بمعاهدة السلام مع إسرائيل. وقد تصاعد القلق في شهر مارس الماضي حين سافر مبارك الى ألمانيا للعلاج، ولم يظهر الرئيس في العلن كثيرا منذ ذلك الحين.
الانتقال السلمي
لقد خضعت مصر منذ عبدالناصر والسادات وحتى مبارك لحكم قادة عسكريين أقوياء، كانوا يهتمون بالأمن والنظام أكثر من اهتمامهم بالإصلاح الديموقراطي وحقوق الإنسان، فالأمن المصري منتشر في كل مكان، ويعمّ الفقر والتضخم، ولكن صورة الرئيس تثير السخرية والاعجاب معاً في أوساط المصريين، لقد عزز مبارك قبضته على السلطة، لكن ذلك لم يبدد مخاوف المصريين حيال المستقبل واحتمالات الانتقال السلمي للسلطة.
وتشمل الاسماء المرشحة لخلافة مبارك، ابنه جمال ورئيس المخابرات عمر سليمان، إضافة الى شخصيات عسكرية أخرى أقل شهرة، أو مسؤولين في الحزب الحاكم، وأيا كانت هوية خليفة مبارك، فإنه سيكون بحاجة الى تأييد الحزب والمؤسسة العسكرية.
انقسام الحزب
وتبدو الأجواء معقدة نوعا ما في مصر في ظل انقسام يشهده الحزب الوطني الديموقراطي بين الحرس القديم والوجوه الجديدة من رجال الأعمال، وخلفهم هناك مجموعة من الجنرالات ذوي الطموحات السياسية.
ولا يعتقد سوى قلة من المصريين ان الجبهة الوطنية للتغيير برئاسة محمد البرادعي أو الإخوان المسلمين سيشكلون تهديداً للنظام.
ويروي أحد قادة الحزب الحاكم عن حسني مبارك، ان الرئيس السادات استدعاه في أحد أيام عام 1975، وكان يعتقد انه سيحصل على منصب سفير أو ما شابه ذلك، لكنه فوجئ بأن السادات قرر تعيينه نائبا وخليفة محتملا له. ويستشهد ذلك الرجل على ذلك بالقول إن الأفضل للإنسان أن يفضل التواضع على الطموح.
التعليقات