طالب المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر بحماية من يغيرون دينهم


الفاتيكان عقد مؤتمراً علنياً تحت عنوان laquo;كيف يتم تنصير 100 مليون مسلم كل عامraquo;


القاهرة - النهار


أكد الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سابقاً أن الإسلام يحافظ على حقوق الناس وحقوق الإنسان ودعى المجلس القومي لحقوق الإنسان إلى حماية من يقومون بتغيير ديانتهم إلى المسيحية أو الإسلام وأعلن استعداده لتوفير مبلغ من المال لإنشاء مساكن يعيش فيها هؤلاء ويكونوا تحت حماية الدولة.

وقال ليس في الإسلام ما يسمي بحد الردة و ما عندنا هو معاقبة من ينشر الفتنة ومن يحض على الإخلال بالنظام العام، والحكومات التي ليست قادرة على إنشاء مؤسسة دينية قوية تقوم بتطهير التراث من هذه الخزعبلات إنما هي آثمة وشريكة للصهيونية العالمية في صنع مادة التخويف.

وقال الشيخ قطب في الندوة التي عقدت بمركز يافا للدراسات والأبحاث لمناقشة ظاهرة الإسلاموفوبيا تحت عنوان laquo;من منع بناء المآذن إلى طرد المسلمين- الغرب يبدأ حربه العالمية الجديدة ضد الإسلامraquo;: إن الإسلام من وجهة نظري هو قضية عادلة وواضحة ومحامون عجزة وفاشلون !! لأن الإسلام قضية كونية وحقيقة مثل حقيقة الشمس باعتراف كل المؤرخين وعندما تزور آية صوفيا في تركيا وتري الساعة التي أهداها هارون الرشيد شهرمان ستعرف طبيعة العلاقة بين المسلمين وغيرهم فقد كانت حقوق المسلمين مؤمنة ومصانة وغير المسلمين يخاف أن يستنجد مواطنوه بالقوة الجديدة التي تحيط بالعالم.

وأشار إلى أن تآمر القوى التبشيرية على هذه الحقيقة بدأ بما نعيشه الآن وعندما ننظر اليوم لأوضاعنا الداخلية سنجد أمامنا جبل من الهموم فهناك دستور مهترئ ونظام مرفوض ولا نعلم كيف لقوي المعارضة كلها ألا تتفق علي تغيير هذا الوضع ومن الذي يقبل تغيير مادة أو اثنتين وكيف نطلب ضمانات لنزاهة الانتخابات وهؤلاء الناس لم تكن لهم في يوم من الأيام ضمانة أو كلمة تحترم ؟!

وأكد قطب أن الغرب هو الذي اخترع مصطلح الإسلاموفوبيا - أي كراهية الإسلام - وهو الذي يُصنع هذه الكراهية ويخلق من المواقف والسياسات ما يحاول به ترسيخها وإظهار أن الإسلام كله عنف وتطرف، على الرغم من أن دعاة العنف في بلادنا الإسلامية مثل بن لادن والظواهري كانوا ولايزالون صناعة غربية مقصود بها الإساءة للإسلام.

وأشار إلى أن هذا الكلام حدث مع الضغوط الغربية وتقديم التنازلات التي بدأت بالحصول على امتيازات والمطالبة بحماية الأقليات، وتمزيق الجسد الإسلامي الواحد، والتاريخ الإسلامي يؤكد علي معنوية هذا الجسد، فالخليفة لم يكن حاكما مركزيا وإنما كان معبرا عن استراتيجية الأمة والولاة عندما كان يبعثون للحكم كانوا يبعثون كمرشحين فإذا ارتضاهم الناس يثبتون وإذا لم يرتضوهم يعزلون ولننظر إلي قضية تولية محمد علي وعزل الوالي خورشيد وقبول السلطان العثماني بذلك نزولا على رغبة العلماء والرعية وظل هذا الأمر ساريا حتى تم إلغاء الخلافة الإسلامية وهو أمر بالغ الخطورة وسابقة لا مثيل لها ، فالخلافة الإسلامية أنشأتها الأمة ولم تكن بقرار من حكومة أو سلطة، ولكنها نشأت بعد غياب السلطة الدينية المرتبطة بالوحي والمتمثلة في الرسول الأعظم - صلي الله عليه وسلم- ، وسميت بالخلافة حتى يعرف من يشغل هذا المنصب، أنه مستخلف عن الأمة وليس عن الرسول، واستمرت الأمة في هذا الطريق وقال قطب laquo;وحدثت الكثير من الفتن، ثم شدت الأمة أزرها في عهد بني أمية مع وجود خلل سياسي في الداخل نقره ولا نستحي منه، ولكن مع وجود هذا الخلل في الدولة الأموية إلا أننا يجب أن نقول أنه لم يكن هناك مسجون سياسي في دولة بني أمية، ولم يكن هناك طرف من أطراف الدولة مهدد بقوى خارجية، ثم جاءت الدولة العباسية التي حكمت ما يقرب من خمسة قرون وكانت على نفس المستوى، وجاءت الخلافتان الفاطمية والعباسية وكانتا بنفس القدر من القوة، فلماذا ألغي نظام الخلافة وكيف سقط؟ والمعروف أنه إذا كان هناك اتفاق بين طرفين فمن حقهما وحدهما فض هذا الاتفاق، ولكن من يمكنه أن يلغي أمر اتفقت عليه أمة بأسرها، وهل كان اسقاط الخلافة الإسلامية ثورة على هذا الشكل من الحكم في العالم كله أم أن الخلافة كانت مقصودة بذاتها، لقد كانت الخلافة الإسلامية شكل من أشكال الحكم الاستراتيجي المركزيraquo;.

خلافات صليبية تبشيرية

وأشار قطب إلى أنه الآن تدعم خلافة صليبية تبشيرية في روما في دولة لا يوجد مواطنون في الفاتيكان ونحن لا نريد دولة دينية يحكمها المشايخ والعلماء ولكن نريد هيئة تدير شؤون الأمة وتقرر ماذا تزرع ومع من تتعامل ومن تحارب ومن تسالم، ففي الوقت الذي تم فيه القضاء علي الخلافة وتوزيع أنصبتها على حكام فرح كل منهم بنصيب الفتات والمعونات التي تقدم للحكام للحفاظ على تقطيع أوصال هذه الأمة، حتى يضمنوا بقاء أربعة وخمسين دولة إسلامية أربعة وخمسون قطعة هزيلة ينتشر فيها المرض والفقر وغيرها من السياسات التي أدت إلى ضعف الأمة وهوانها.

وقال قطب: إن دولة بلا شعب تتحكم في 300 مليار دولار هي الفاتيكان تعقد مؤتمرا علنيا تحت عنوان (كيف يتم تنصير 100 مليون مسلم كل عام) وتنسق الأبحاث ويتم تحديد استراتيجيات وخطط تحرك، فترسل الأموال للجمعيات الخيرية وللكنائس وتنشئ مدارس ونوادي الليونز والروتاري وغيرها، كل ذلك من أجل أن يتم محو العقلية الإسلامية وقتل فكرة أنك فرد في أمة لها كيان كبير، وترسيخ فكرة أنك فرد منبوذ ومحارب وعقيدتك متخلفة، كل هذا صنع الكابوس الذي نعيش فيه وخصوصا في الربع الأخير من القرن العشرين.

وأشار قطب إلى قضية أخرى خطيرة وهي قضية كنيسة مصر، وقال إن القانون يسمي القائم على هذا الكنيسة بـ (الأنبا) وهو رجل منتخب من بقية زملائه في بقية الكنائس والمحافظات ولا توجد في أي ورقة رسمية كلمة (بابا)، فما هو المقصود منذ سنة 1955وحتى الآن أن يلقب الأنبا بلقب باباraquo; هل تظن أنه يساوى بابا الفاتيكان أو يناظره لا بالتأكيد، وإنما هو يحاول أن يستثمر ساحة غابت عنها الخلافةraquo; ولننظر مثلا إلى كنيسة روسا التي تفوق كنيستنا عشرات المرات لا يمنحها الشرق ولا الغرب لقب بابا، ولكن هنا يخطط أن تولد أجيال ترى بابوية ولا ترى خلافة، ثم أنها بابوية تمارس أمرا سياسيا واضحا وتتحدى الأحكام القضائية مثلما حدث مع حكم المحكمة الإدارية العليا الأخير والخاص بتراخيص الزواج للمسيحيين.

تفتيت الأمة

وأشار قطب إلى إن ما يحدث في الأمة اليوم هو أنها تؤكل من قبل الذئاب من داخلها وفي حراسة الأسود من خارجها ونتيجة لهذا هناك حالة من حالات تفتيت الأمة وتكريس هذا التفتيت، ومحاولة لتجنب الحديث عن أعداء الأمة، فمن يفتح المحطات الإذاعية والتلفزيونية المصرية لن يجد تفسير آية واحدة عن بني إسرائيل أو أهل الكتاب، وهكذا يخرج أجيالاً تجهل حقيقة الصراع مع العدو وعدم ذكر لبني إسرائيل في الوقت الذي توجد فيه سفارة لهم.

كما أن هناك وسيلة التخويف ، ونشر صورة الإسلام الإرهابي والمسلم القاتل، وما فعله أسامة بن لادن واتباعه ما هو إلا تنفيذ لمهمة تدربوا عليها في المخابرات الأميركية لإظهار قوة وهمية تخدم قضية التبشير والصهيونية العالمية.

وأوضح أن مهمة الإسلام والقرآن ليس إدخال الناس في الدين الإسلامي، ولكن مهمته ترقية الناس ورفعتهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وفي فتح مكة دليل واضح على هذا الكلام فعندما دخل الرسول -صلي الله عليه وسلم- إلى مكة المكرمة لم يقم سوى بتكسير الأصنام الموجودة حول الكعبة، ولم يجبر أحدا على الدخول في الإسلام وبقي 5000 شخص في مكة لم يسلموا إلا قرب وفاة رسول الله -صلي الله عليه وسلم-.

وأشار د. أحمد السايح أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر إلى أنه أمام هذا العداء الغربي السافر للمسلمين فإن السؤال الذي لابد أن نطرحه هو ما الحل؟ وكيف نواجه هذه الحملات العدائية، التي بدأت منذ بداية الإسلام، ثم إخراج المسلمين من الأندلس وزرع إسرائيل في المنطقة، وصنع المذاهب الهدامة التي تتشدد بالإسلام وهى في الحقيقة تتآمر على الإسلام مثل بن لادن وغيره، وهم من صناعة الغرب لاستمرار العداء للإسلام والمسلمين، فيجب أن نعيد حسابتنا ومعاييرنا وأن تكون لدينا استراتيجية واضحة للعمل لإنقاذ الإسلام من أعدائه ومن مخططاتهم، وما كان نشر الفكر المتشدد وغلو المسلمين بقشور الدين وتوافه الأمور إلا جزءاً من خطة العداء للإسلام ومحاولة تدميره.

وقال السايح إنه على الرغم من وجود عشرات الآلاف من المساجد والوعاظ والخطب إلا أننا نتأخر ونزداد جهلا وتخلفا، ودولة مثل الصين تقدمت وأصبحت تنافس القوى الكبرى اقتصاديا وسياسيا وعسكريا على الرغم من أنهم بلا دين أصلا ولا توجد لديهم خطب ولا مساجد، ومن هنا فيجب أن ندرك الخلل ونعالجه حتى يكون لنا نصيب من التقدم العلمي وألا نكون في ذيل الأمم.

استراتيجية إسلامية شاملة

وطالب د. رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا بضرورة بناء استراتيجية عربية وإسلامية شاملة لمقاومة هذا العداء الغربي للإسلام وعدم الاكتفاء بردود الفعل محدودة الأثر والدور، وذلك لأن الغرب يستهين بمثل هذه الردود، ولن يردعه سوى استراتيجية تقوم مثلاً على المقاطعة الاقتصادية، والمواجهة الإعلامية التي تفضح تآمره ضد حقوق وشعائر المسلمين، وهو أجبن من أن يقف في مواجهتها إن خلصت النوايا وبنيت الاستراتيجيات.

وأكد رفعت أن دولة مثل (سويسرا) تمثل اليوم بمواقفها المعادية للإسلام، وتحديداً بعد قراراتها العنصرية بحظر بناء المآذن، خطراً على الإسلام والمسلمين ومطلوب فوراً التصدي له من خلال سحب الودائع والأموال من بنوكها، ومن خلال مقاطعة السلع السويسرية المنتشرة في بلادنا فضلاً عن أهمية رفع الدعاوى القضائية أمام المحاكم الدولية لإجبارها على التراجع عن تلك القرارات العنصرية التي صارت نموذجاً- للأسف- يحتذى في فرنسا وألمانيا وإيطاليا، وقد يؤدي ليس إلى حظر بناء المآذن أو المساجد فحسب بل ربما يؤدي قريباً إلى طرد المسلمين أنفسهم من تلك البلاد، وعليه لابد من استراتيجية موسعة لمواجهة ومقاومة تلك العنصرية المقيتة.

وقال د. رفعت إن من واجبنا كمثقفين منتمين لهذه الأمة وكعلماء وإعلاميين ورجال فكر أن نكون في طليعة المواجهين لهذه الحملات وأن نكون في طليعة الباحثين عن الحقيقة وأسباب هذه الحملات وأبعادها ولماذا تأتي في أوقات معينة وتخبو في أوقات أخرى، أيضا من المهم أن نقدم ما يمكن أن نسميه روشتة علاج وخطط مواجهة لهذه الظاهرة المساة laquo;الإسلاموفوبياraquo; والذي تجلت في مظاهر قديمة وتتجدد اليوم في الموقف من قضية الحجاب وقضية المآذن وقضية حرق القرآن الكريم والموقف من قضايا حريات الجاليات الإسلامية في الغرب، إضافة إلى الموقف التاريخي من قضايا المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان هذا الموقف السلبي الدائم وانحيازهم الدائم للطرف المعتدي على هذه الأمة.

وأشار اللواء دكتور وجيه عفيفي الخبير الاستراتيجي إلى أن هذا الضعف والتبعية التي تعيشها الأمة الإسلامية، لابد من أجل فهمها أن تكون هناك وقفة تاريخية مع هذه الظاهرة، فهناك استراتيجية للسيطرة على الأمة الإسلامية من قبل الغرب، وذلك بسبب الفتوحات الإسلامية التي وصلت لحدود روسيا، وتجربة محمد علي التي لا تزال حاضرة في الذهن الغربي، كذلك يسعى الغرب لتدمير العقيدة الإسلامية وعلاقة المسلم بالله عز وجل، وتدمير المجتمع الإسلامي من خلال الغزو الفكري والثقافي واستخدام الوسائل التكنولوجيا الحديثة في غير موضعها وجعلها مجرد وسيلة للهو والعبث دون استفادة حقيقية منها، والعمل على عملية تفتيت العالم الإسلامي ونشر الفتن المذهبية بين السنة والشيعة وإثارة النعرات الطائفية للعمل على تقسيم العالم الإسلامي، كما أن موارد العالم الإسلامي الهائلة من بترول وخلافه كانت سببا في الحروب التي شنها الغرب ضد الدول الإسلامية في محاولة للاستيلاء على مواردها وثرواتها.

وقال عفيفي إن غياب دور الأزهر كمنارة هادية للعالم الإسلامي وسيطرة الاتجاهات السلفية المتشددة على الخطاب الديني جعل من الإسلام هدفا لحملات التشويه الغربية التي صورت الإسلام على أنه تلك الاتجاهات المتشددة متجاهلة قرون طويلة انتشر فيها الإسلام المتسامح القائم على العلم والعمل والحوار، وهو تشويه متعمد لتبرير العداء الغربي للإسلام.