في الوقت الذي شاغلت فيه حكومة احمدي نجاد المواطنين بموضوع رفع أسعار السلع وإلغاء الدعم الحكومي عن الخدمات العامة كافة والوقود والمواد الغذائية، اعلن المرشد الإيراني ان القضاء سوف يحاكم قادة الفتنة السياسية، وهم مير حسين موسوي ومهدي كروبي ومحمد خاتمي وآخرين على خلفية اعتراضاتهم السابقة بشأن موضوع تزوير الانتخابات. وادعى السيد خامنئي أن قوى أجنبية ومناوئة ما زالت تدعم قادة المعارضة وهؤلاء خططوا للانقلاب على النظام.
ويقول الكثير من المراقبين ان تصعيد لهجة النظام ضد قادة القوى الإصلاحية له عدة اسباب، منها عدم وجود اي ذريعة لمشاغلة المواطنين، وليس هناك افضل الان من ذريعة محاكمة قادة الاصلاحيين لابعاد المواطنين عن تركيزهم على القضايا الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما رفع الاسعار بنسبة 4 الى 7 أضعاف في غضون أسبوع واحد وحصول المسؤولين الإيرانيين كما خططوا على عشرات مليارات دولار من اموال المواطنين سنوياً. السبب الآخر هو اتساع معارضة مراجع الدين لاسيما في مدينة قم ضد سياسة المرشد ودعمهم الصريح للمعارضة، حيث بدأ هؤلاء بإثارة القضايا السياسية والاجتماعية ضد سياسة المرشد وانتقادهم الشديد لمواقف حكومة احمدي نجاد.
المرجع الديني وحيد خراساني وفي آخر تصريح له في موقعه على الإنترنت ندد بتعذيب السجناء السياسيين واعتبر انتزاع الاعترافات منهم تحت طائلة التعذيب بانه عمل غير شرعي وغير انساني. ويقول المقربون من الشيخ خراساني انه لا يعترف اساساً بنظرية وحكم ولاية الفقيه ويعتبر مثل هذا الحكم باطلا وغير شرعي من الناحية الدينية والسياسية.
آية الله دستغيب هو المرجع الآخر الذي انتقد سياسة قمع المعارضة وقتل السجناء السياسيين والمعترضين في السجون، واجتمع مؤخراً مع اسر هؤلاء السجناء، مؤكداً دعمه لهم ومطالباً بوقف ما وصفه عمليات التعذيب والقتل غير الشرعية. مراجع دين آخرون في مدينة قم اعترضوا بدورهم على مثل هذه الأفعال واصدروا بيانات وأدلوا بتصريحات دعوا فيها الى ضرورة إرضاء اسر قتلى الأحداث التي تلت عملية الاعتراض على تزوير الانتخابات، حتى ان هؤلاء رفضوا علانية القبول بلقاء المرشد خامنئي خلال زياراته الأربع الأخيرة التي قام بها خلال شهر واحد لاقناع مراجع الدين بعدم الاعتراض على سياسته وكذلك عدم التعاطف مع قادة المعارضة الذين وصفهم بقادة الفتنة.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو هل النظام لا يخشى نزول المواطنين الى الشارع في حال اعتقال قادة القوى الإصلاحية؟ ولماذا يا ترى يصر على محاكمتهم في حين انهم لاذوا بالصمت او قللوا من اعتراضاتهم كثيراً في الآونة الأخيرة ؟.
الشيخ كروبي ورداً على احتمال اعتقاله هو وسائر قادة القوى الإصلاحية قال في تصريح: اننا الان محاصرون ومسجونون في بيوتنا، فما الفرق بين هذا السجن وسجن السلطة؟.