طارق العامر

laquo;الحكمة الحقيقية ليست في رؤية ما هو أمام عينيك فحسب, بل هو التكهن ماذا سيحدث بالمستقبلraquo;
laquo;....raquo;
جل ما اخشاه أن يأتى اليوم الذى نصف فيها الكفوف للطم على الخدود ونصرخ جميعا وبأعلى صوتنا ومن أعماق قلوبنا ونقول: laquo;ياريت اللي جرى ما كانraquo;, طالما ظللنا مصممين ومع سبق الإصرار والترصد على الشروع في إجراءات عرقلة المشروع الاصلاحي, والسير في محرقة الفتنة الطائفية، والانتحار الجماعي.
يجب ان أعترف بعجزي عن إيجاد تفسير منطقي لحالة التأزيم السياسية التي اوجدتها بعض الفئات التي تدعي أنها معارضة بسبب تصرفاتها غير العقلانية, غير تفسير وحيد محزن يقول ان هكذا معارضة تحتاج الى من يدلف خلسة, وبعزم يديه, يعالجها بضربة فوق الجمجمة, لعل وعسى ان يخلصها من هذا الغباء, وانا بهذا لا اتقصد التخلص من المعارضة بل امثال هذه المعارضة التي تريد إعادتنا الى المربع الاول, ذلك لأن امثالي من المؤمنين بالديمقراطية, يعلم ان غياب المعارضة مسألة خطيرة، ولا ديمقراطية بلا معارضة.
لكن ما هي سمات المعارضة السليمة؟
من نافلة القول ان نتحدث عن المعارضة الإيجابية في الدول المتحضرة, والتي تعني تحكيم القيم والمبادئ والأُصول الأخلاقية في العمل بعيداً عن المصلحية والأنانية وحب الذات والدجل والنفاق التي هي سمات المعارضة السلبية, وقوام المعارضة السلمية احترام القانون وتكون اول الملتزمين بالانصياع لاوامره, وان لاتكون معارضة من (اجل المعارضة فقط) بل يجب ان تقود نظاما ومشروعا متكاملا, وان تبتعد عن كل ما يسيء لسمعتها من حيث الارتباطات بالجهات المشبوهة اياً كان نوعها واتجاهها, وابتعادها عن كل ما من شأنه تعكير صفو المجتمع وتعصبه وتخريبه, ورفض مبدأ العنف في اي جانب حتى لو استخدم ذلك بحقها، واعتقد ان الذي يميز بين اللون الابيض والاسود, يُدرك تماماً ان laquo;بعضraquo; المعارضة في البحرين لا ترتقي للمعنى والسمات السليمة للمعارضة!!
اذا من هم؟؟
سمهم ما شئت لكن ارجو ان لا تسيء للمعارضة الوطنية في البحرين فتنسبهم اليها,
فالمعارضة الوطنية المسؤولة تعرف ما هي الثوابت الوطنية والمصالح الوطنية التي يجب ان تكون لها الاولوية والسيادة على غيرها من المصالح الثانوية والفئوية والطائفية والشخصية وعلى الارتباطات بالخارج وتلتزم في نهجها البعد عن إثارة الفتن وتأزيم الاوضاع الداخلية والتحريض على العنف والتخريب والحرق للممتلكات العامة والخاصة والتعدي على سلامة المدنيين، وتنخرط في المشروع الاصلاحي, وتلتزم بالمشاركة في الانتخابات النيابية ولا تلجأ الى السلبية والمقاطعة لان في ذلك نكوصاً وهروباً من اداء واجباتها تجاه الوطن واستقراره وتجاه الفئات المؤيدة لها والمرتبطة ببرامجها وشعاراتها!!
بذمتك ودينك، أيا كان دينك وبشرط ألا تكون ذمتك واسعة، هل تعتقد ان هؤلاء لهم علاقة بكل ما ذكرت؟ لا اتجنى حين اوصف اشباه المعارضة واقزامها والذين يتمحكون بالمعارضة الوطنية, بأنهم يزرعون الفوضى, ويمكن اسقاط تهمة التحريض عليهم, لان افعالهم وخطاباتهم تتسم بالدعوة الى العنف وهي لا تحتاج الى دليل, وهم بعيدون كل البعد عن وصف المعارضة الوطنية.
الي اين ستجرنا تصرفات اشباه المعارضة واقزامها؟
ما لم تتخلص هذه laquo;...raquo; من امراضها المزمنة والمتفشية والمعششة في باطن جمجمتها, وتتفاعل مع خطابات التحول الديمقراطي، والمشروع الاصلاحي, وتقوم بالتعهد على وقف برامجها وتجاربه الفاشلة لتلقيح مادة السفه والعته التي تستغل عقل الصبية والنشئ بالشلل وتمنعها من التفكير - اقول - ما لم يكن في الوطن مواطنون مخلصون ينظرون إلى ما يحدث في العراق وما حدث في لبنان ومستمر في باكستان, ويتواصل في عدة دول مسلمة وفي كل يوم بالعالم نتيجة اعمال التحريض والفتنة, فيرتعبون على مصير الوطن ويعملون بقوة وإخلاص من أجل ألا يأتى اليوم الذي نبكي فيه بدل الدموع دما ونحن نقول: laquo;ياريت اللي جرى ما كانraquo;!!