القاهرة
وجه النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود، تحذيرا الى جميع وسائل الإعلام، مطالبا بتوخي الدقة والمحافظة على سرية التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في حادث التفجير الإرهابي الذي شهدته كنيسة القديسين في الإسكندرية أول أيام العام الجديد.
يأتي ذلك على خلفية نشر إحدى الصحف القومية الكبرى لتقرير أشارت فيه إلى أن الأجهزة الأمنية تبحث عن خلية إرهابية مكونة من 5 أشخاص يشتبه في ضلوعهم في الحادث. ونسبت الصحيفة إلى النائب العام تصريحات في شأن المشتبه فيهم بالجريمة، قبل أن تعود في طبعتها الثانية والثالثة وتنسب تلك التصريحات إلى laquo;مصدر قضائيraquo; في النيابة العامة.
ووصل إلى الإسكندرية أمس، فريق من الأطباء الشرعيين وخبراء الأدلة الجنائية إلى مقر كنيسة القديسين في الإسكندرية، لتنفيذ قرار النائب العام بمعاينة موقع الحادث للمرة الثانية.
وفي سياق متصل، أكد محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب، أن laquo;مشروع كاميرات المراقبة دخل الخدمة مع بداية العام الجديدraquo;، موضحا laquo;أننا نراقب كل صغيرة وكبيرة في المدينة من خلال عشرات الكاميرات التي تعمل بأحدث طراز على مستوى العالمraquo;. وأضاف: laquo;أتابع المشروع شخصيا وليس أي جهة أخرى، وبلغت تكلفته أكثر من 100 مليون جنيه بتمويل ذاتي من محافظة الإسكندريةraquo;، منوها إلى أن laquo;المشروع سيتم تطويره في شكل مستمر، وهو مشروع ليس أمنيا فقط، بل سيساهم في رصد المشاكل اليومية التي يتعرض لها المواطن في الإسكندرية مثل أزمات المرور أو أعطال المياه أو الصرف الصحي، كما تتم مراقبة السواحل والشواطئ أيضا وحركة القطارات داخل محطات القطارات في الإسكندريةraquo;.
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط، أن laquo;الاتحاد الأوروبي ليس جهة تقييم للأداء المصري في ما يتعلق بموضوع يقع في صميم الشأن الداخلي المصري مثل تعامل الدولة مع الأقباط والعلاقة بين الأقباط والمسلمينraquo;.
ونفى في تصريحات صحافية أمس، أن تكون مصر قدمت تعهدات الى دول أوروبية بأنها ستكثف من إجراءاتها لحماية الأقباط في مصر، وقال: laquo;هذا غير صحيح على الإطلاق. مصر لا يمكن أن تتعهد لأطراف خارجية مهما بلغت العلاقة معها بمثل هذا الكلامraquo;، مضيفا: laquo;إنما الحقيقة هي أن مصر أعلنت على الملأ وعلى لسان السيد رئيس الجمهورية التزامها الصارم بحماية أمنها وأمن مواطنيها ومكافحة الإرهاب والقضاء عليه وتعقب الجناة في هذه الجريمة البشعة وتقديمهم للعدالة (...) هذا موقف مصري واضح لا يتزعزع ولا يصح أن يقال إنه تعهد من مصر لهذه الدولة أو تلكraquo;.
وقال: laquo;مع الأسف، بدأنا نرصد مواقف غير مريحة من البعض في أوروبا... وتحديدا من الذين ينتمون إلي التيارات اليمينية... وكلها مواقف تهدف في الأساس كما نراها لخدمة أوضاع سياسية داخلية لديهمraquo;.
وأضاف: laquo;لن نسمح بأن يكون، ما وقع في مصر من أحداث، مطية يستخدمها أي سياسي في الغرب لخدمة مواقفه، هذا أمر مرفوض كلية، ولن نمكنهم من ذلكraquo;.
يشار الى ان 23 شخصا قتلوا فجر السبت الماضي في تفجير بالقرب من كنيسة في الإسكندرية.
وقال أبو الغيط ان laquo;منهج تبني البعض في الغرب وبالذات في الاتحاد الأوروبي للمسيحيين في الشرق من شأنه أن يؤزم الأمور في شكل كبير، ويلقي بعلامات استفهام كبيرة حول طبيعة الاتحاد الأوروبي ذاتهاraquo;.
وأضاف ان laquo;منهج الاتحاد الأوروبي يكرس في تقديرنا الانطباع السائد والذي يقول به رجال دين غربيون من أن الاتحاد الأوروبي هو ناد مسيحي ويجب أن يظل كذلكraquo;.
وقال الوزير المصري: laquo;هذه المنطلقات في التعامل خاطئة وتؤجج الفتنة وتنسف المنطلقات الصحيحة للتعايش..أرجو أن يراجع الساسة الأوروبيون الذين يتبنون هذا المنهج موقفهمraquo;.
وكان وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني طالب اول من أمس، بدعم من فرنسا وبولندا والمجر، ببحث موضوع laquo;اضطهاد المسيحيينraquo; ضمن أعمال الاجتماع المقبل لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بهدف اتخاذ إجراءات لحماية مسيحي الشرق الأوسط.
وفي سياق متصل، دانت اللجنة الوزارية العربية المصغرة التي عقدت اجتماعا مساء أول من أمس في مدينة طرابلس الليبية، الاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له كنيسة القديسين في الإسكندرية.
وصرح أمس الناطق الرسمي باسم الخارجية المصرية حسام زكي، بأن laquo;اللجنة الوزارية المصغرة التي عقدت في طرابلس لمناقشة وصيانة مقترحات تطوير العمل العربي المشترك، تطرقت في مداولاتها إلى العمل الإرهابي الذي تم ضد كنيسة القديسين في الإسكندرية، حيث أعرب جميع الوزراء ورؤساء الوفود المشاركون عن خالص تعازيهم لمصر حكومة وشعبا ولأسر الضحايا، وعن ادانتهم الكاملة لهذا العمل الذي اعتبر الحاضرون أنه يهدف إلى إحداث فتنة في مصر، معربين عن دعمهم الكامل وثقتهم التامة في تلاحم النسيج المصري في وجه مثل هذه الأعمال الإرهابيةraquo;.
وقال: laquo;وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط اقترح على أمانة الجامعة العربية، إضافة بند في القمة العربية المقبلة في شرم الشيخ حول رفض التدخل الخارجي والغربي تحديدا في الشأن العربي من خلال ما يتم الترويج له من مساعدة مسيحيي الشرق او حمايتهم، وشدد على أن مثل هذه الدعاوى مرفوضة شكلا وموضوعا وان مصر ستتصدى لها بكل قوة لأنها تزيد الفتنة وتوسعها وتؤججهاraquo;.