أحمدالجارالله

سقط رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في التجربة, وبدلا من ان يؤكد بالممارسة والمواقف ان حكومته ليست صنيعة quot;حزب اللهquot; واداته لاحكام السيطرة على لبنان, اثبت وبالبرهان القاطع انه يمارس ما يملى عليه, فكل المواقف والقرارات التي اتخذتها حكومته, منذ تسلمها السلطة حتى الان, كانت لخدمة مصلحة quot;حزب اللهquot; وايران والنظام السوري, وآخر الدلائل على ارتهان ميقاتي الساطع قرار حكومته السماح للايرانيين بدخول لبنان من دون تأشيرة. هذا القرار ربما كنا نفهم مبرراته لو كان الوضع في ايران طبيعيا, وكان النظام ككل انظمة العالم يحترم سيادة الدول ولا يتدخل بشؤونها, او كان الوضع الاقتصادي والمعيشي للشعب الإيراني على خير ما يرام عندها كنا سنقول من حق الحكومة اللبنانية اجتذاب المزيد من السياح لزيادة الدخل القومي للبلد الذي يقوم اساسا على السياحة.
لكن في ظل الوضع الحالي لنظام طهران, وسعيه الى تصدير العنف والفوضى والهيمنة تحت شعار quot;تصدير الثورةquot; فان كل الذين سيفدون الى لبنان لن يكونوا أكثر من أعضاء في quot;الحرس الثوريquot; وquot;الباسيجquot; والقتلة وتجار السلاح يأتون اليه لينفذوا المهمات القذرة نفسها التي يمارسونها في سورية ضد الشعب الاعزل.
قرار نجيب ميقاتي هذا ليس اكثر من اعلان صريح ببيع لبنان الى ايران وجعله مستعمرة لها تتحكم فيها كما تشاء وتقيم قاعدتها الستراتيجية على شواطىء البحر الابيض المتوسط , لأنه في الوقت الذي يمنع فيه رعايا العديد من الدول العربية وغير العربية من دخول لبنان الا بتأشيرة تسارع هذه الحكومة الى رمي طوق نجاة للايرانيين الملطخة ايديهم بدماء ابناء شعبهم للفرار الى لبنان على اعتاب الانتفاضة الشعبية العارمة المتوقعة في ايران, وان يسرحوا ويمرحوا فيه ويعيثوا فسادا في كل ارجائه.
نسأل السيد نجيب ميقاتي: لماذا تخضع لاملاءات quot;حزب اللهquot; وحلفائه وتنفذ اوامرهم صاغرا, فهل اصبحت بيدقا من بيادق اللعبة القذرة التي يديرها نظام الملالي? ما يريده اللبنانيون منك أن تواجه الحقيقة بشجاعة, لا ان تلجأ الى لغة النفي التي مارستها طوال الأشهر الماضية فيما كانت اعمالك تنفي نفيك في كل مرة, ولا ان تغطي انسياقك الكامل للادوات الإيرانية ببعض الالاعيب التي لا تنطلي على احد, كالإعلان عن دفع القسط المستحق للمحكمة الدولية على لبنان, لان ذلك اذا لم يقترن بالعمل الجدي على الالتزام بكل قرارات المحكمة وخصوصا القاء القبض على المتهمين وتسليمهم للعدالة الدولية فليس له اي تأثير, بل هو يزيد فضيحة الى سلسلة فضائح حكومتك.
اذا اراد ميقاتي فعلا انقاذ لبنان عليه ان يقدم استقالته من رئاسة الحكومة, ويعترف بعدم قدرته على مقاومة املاءات quot;حزب اللهquot; حتى لا يتحول شاهد زور, ويتورط اكثر في اغراق لبنان بمستنقع الهيمنة الايرانية وتحويله, من جديد, اداة في لعبة الامم التي لم يعد يحتملها بعد ما عاناه طوال العقود الثلاثة الماضية, وهو سيكون قدم خير خدمة لبلاده.