غسان المفلح
أعضاء في المجلس الوطني السوري يشاركون في حلقة نقاشية في البرلمان الأوروبي حول سورية, ويحذرون من quot;ازمة انسانية حادةquot; وأكدت الناطقة باسم المجلس الوطني المعارض انه quot;لا يطلب لا تدخلا عسكريا ولا حظرا جوياquot;, بل هو في quot;نقاش لتحقيق هدفين هما حماية الأهالي والمدنيين ولوضع حد للمجازر التي قد تؤدي إلى حرب أهلية وإعطاء بعد اقليمي للأزمةquot;. لكن منذر ماخوس نائب لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني المعارض, قال انه لا يرى اي حل آخر للازمة السورية quot;غير التدخل الخارجيquot;. واضاف: quot;سنكون ساذجين اذا فكرنا انه يمكننا كسب هذه المعركة, لأن ميزان القوة مختل لصالح النظامquot;.
المجلس الوطني هو ثمرة ثورة, وليس نتيجة لفعل معارض بين تيارات وبنى فكرية وسياسية, لكن من المفترض أن هذه التيارات والبنى, وبانخراطها في المجلس وتشكيله, تكون قد انحازت لمطالب الناس, والتي تتمحور حول شعارات مدنية وسياسية, رفعها الشارع منذ بدء التظاهر وحتى اللحظة, منها ما يخص مستقبل سورية كدولة حريات وقانون وحقوق إنسان, وقد عبر الشارع بمختلف الطرق والوسائل عن هذا الموضوع, وكان الشارع المنتفض والذي هو على تماس مباشر مع الوضع السياسي كما تحاول فرضه موازين القوى على الارض, قد طالب منذ زمن بتدخل دولي لحماية المدنيين. كما أنه نتيجة لهذا الكم الهائل من القتل والاجرام الذي ترتكبه السلطة السورية بشخوصها واجهزتها, وجد هذا الشارع أنه يمكن تحقيق مطالبه عبر المطالبة بتدخل دولي لحمايته في التظاهر وفي التعبير عن رأيه.
لكن لانزال في المجلس الوطني, عندما تتحدث أكثرية أعضائه وفقا لوجهات نظرهم الفردية, لذلك لم يستطع المجلس حتى اللحظة أن ينتج خطابا سياسيا واضحا وخاصة في قضية العلاقة مع المجتمع الدولي, وهذا ما نلحظه في هذه الحلقة النقاشية حول الوضع السوري أمام البرلمان الاوروبي, لا اعتقد ان من المفيد اللعب على الكلمات والمصطلحات والمفاهيم, لايمكن حماية المدنيين من دون تدخل دولي بالوسائل العسكرية كافة منها وغير العسكرية, لهذا الالتفاف حول هذه النقطة يشكل مكسبا دائما للنظام.
ومهما كانت التعابير التي يمكن اشتقاقها للالتفاف حول هذا المطلب, لكنه في النهاية يجب أن يوضع على جدول العمل بلغة واضحة لاتقبل اللبس, وهي لغة معروفة للجميع ورفعها الشارع في شعاراته, الشارع لم يعد كتلة عوام يحتاج الى نخب تمارس عليه وصايتها التاريخية, الشارع هو جيل من الشباب تعلم بفترة قياسية من هذه الثورة المعلوماتية ما بقينا نتعلمه كمعارضة عقودا من الزمن في كتب ومجلات وخلافه.
لهذا على المجلس عندما يناور بعض اعضاءه حول هذه النقطة, أن يقدم البديل للناس عن كيفية إسقاط النظام كما تحدث بشفافية الصديق الزميل منذر ماخوس. توحيد الخطاب والالتزام به هو اهم ما يجب على مؤسسات المجلس واعضائه التقيد به.
مثال آخر ... الشارع يطالب بوحدة المعارضة السورية على أساس تلبية مطالبه وتبنيها من قبل هذه المعارضة الموحدة, وليس فقط مطلبا يخلو من براغماتية سياسية واضحة, تعرف جيدا عن أي معارضة تتحدث ومن أي معارضة تطلب التوحد? لهذا بخصوص مؤتمر القاهرة المزمع انعقاده للمعارضة السورية تحت اشراف الجامعة العربية, قلت كلمتي فيه منذ أيامquot;إذا أرادت الجامعة العربية اعطاء مهلة اضافية للنظام, وعدم تبنيها لوضع الملف السوري على طاولة مجلس الأمن, يجب على المجلس الوطني السوري عدم المشاركة بأي مؤتمر للمعارضة السورية يعقد تحت مظلة الجامعة العربية, فلأحمد بن حلي, معاون السيد نبيل العربي, اطراف أخرى في المعارضة السورية يمكن أن يعقد مؤتمره هذا معها,واذا توصلوا لنتائج ايجابية عندها لكل حادث حديثquot; الشارع لايطالب بوحدة معارضة من اجل حل يطمس معالم الجريمة.
أتمنى على أعضاء المجلس ومؤسساته أن يتلمسوا أن في وحدة الخطاب بداية المأسسة, وترجمة هذه المسألة بالعديد من القضايا واهمها التخصص في عمل المكاتب, خصوصا وان المجلس قد ضم اخيرا وجوها بارزة في المعارضة السورية ومنهم الاستاذ هيثم المالح والدكتور وليد البني, المأسسة والتخصص ووحدة الخطاب السياسي بداية اعتراف المجتمع الدولي بالمجلس.
التعليقات