سمر المقرن


بترقب أكثر من أي وقت مضى، ينتظر شعوب الخليج العربي النتائج التي ستُسفر عن القمة الخليجية التي ستنعقد في الرياض الاثنين المقبل ndash;بإذن الله- إذ تبرز أهميتها، لأن وقت انعقادها أتى وسط أحداث عربية مقلقة، فالدولة التي انبثقت منها الثورات العربية وهي تونس رست على مرفأ الاستقرار بديناميكية سياسية وشعبية واعية، وإن كانت بعض الجزئيات ما زالت لم تتضح حتى لدى التونسيين أنفسهم، فإن الثورة من بدايتها وحتى انتخاب الرئيس المنصف المرزوقي قدمت صورة الشعب التونسي أمام العالم ليرى النضج السياسي في أحد أقطار العالم العربي. أما التجربة الثانية ففي مصر، والأمل في أن تستقر أرض الكنانة في أسرع وقت. وكذلك ليبيا بعد أن اقتصت من أرضها جذور الطغيان والفساد.
والعالم كله يترقب الآن الأوضاع في كل من اليمن وسوريا، وإن كانت أمور الأولى تعطي ضوءا في آخر النفق المظلم بعد توقيع علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية في نوفمبر الماضي بالرياض. إلا أن القلق، بل كل القلق، على الشعب السوري الذي يُجزر المئات منه يومياً وحتى الآن لا حراك عربي ولا عالمي يتوازى مع حجم الجرائم الدموية التي تخرج عبر الإعلام أو مواقع الإنترنت، وما خفي أعظم! لذا فإن الطاولة الخليجية التي كان لها الأسبقية في التحرك إلى جانب الشعب السوري ننتظر أن يصدر عنها مبادرة بحجم قوة منطقة الخليج العربي.
الأمر الآخر هو ما تداولته الصحافة الخليجية هذه الأيام عن انضمام مصر إلى مجلس التعاون، إضافة إلى الأردن والمغرب، وهذه خطوة إيجابية بنظري لكل الأطراف. والجميع يترقب نتائج هذه المباحثات وآلية تطبيقها، حيث لاحظت بعد نشر الأخبار قبل أشهر حول فكرة انضمام الأردن والمغرب أن هناك أموراً كثيرة لم تتضح، وظهر هذا من خلال التغطيات الإعلامية والمقابلات الشخصية التي تمت مع رجل الشارع العادي، لذا فإن الآلية والتطبيق تحتاج إلى كثير من التوضيح.
إشارة مدير إدارة مجلس التعاون الخليجي السفير حمود الروضان، إلى الاستراتيجية الجديدة التي ستنتهجها دول المجلس في عقد اتفاقيات مع العالم الخارجي بشكل جماعي، هذه الفكرة ستمنح دول الخليج العربي قوة عالمية إضافة إلى قوتها، وقد تكون البداية للدخول في اتحاد كونفيدرالي قد لا يكون خياراً، بل حاجة لتثبيت أمن المواطن الخليجي خصوصاً بعد الأحداث المؤسفة التي طالت منطقتنا مستغلة هبوب رياح الربيع العربي، فأصابع العبث كثيراً ما تستغل أي ظروف إقليمية لتنشط في المنطقة. والشاهد هنا على الحاجة إلى الكونفيدرالية، ما حدث مؤخراً بعد دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين، وكيف انتفض الإعلام الإيراني بترويج الأكاذيب بعد الهزيمة النفسية التي لحقت بهم بمجرد خبر دخول القوات، فكيف إذن لو تم تعزيز القوة الخليجية بهذا الاتحاد بعيداً عن المطالبات بتكوينه في وقت الأزمات، لأن اتخاذ القرار وقت الأزمة تختلف دراسته كلياً في وقت ما بعد الأزمة.
قمة الرياض القادمة بكل ما ستحدده تأخذ أهمية مضاعفة وترقبا شعبيا لتحقيق آمال أبناء الخليج العربي.