محمد كعوش
مرت مرحلة طويلة لم يحدث فيها اي شيء مهم في البلاد العربية. كانت مرحلة موات او سبات الى ان جاءت الايام الحبلى بالاحداث التاريخية التي تعيد صياغة المستقبل العربي برمته وتصنع التاريخ من جديد..
الشرارة الرسالة اطلقها شعب تونس في ثورة الياسمين, فالتقطها اولاً شعب مصر الذي يصنع ثورته معجزته الآن!!.
لقد فهم الشعب الرسالة ولكن الحكام لم يقرأوا التاريخ جيداً ولم يستخلصوا العبر ولم يستفيدوا من الدروس فانفصلوا عن تطلعات شعوبهم, لأنهم يعيشون في كنتونات امنية وفي بروج عاجية, فلم يعوا ما يحدث في الشارع او ما يدور حولهم, وهذا ما يحدث في بر مصر الآن...
الرئيس مبارك يعقد اجتماعات ويوجه كلمات عبر التلفزيون المحلي ويصدر الاوامر والقرارات والتوجيهات وكأن شيئاً لم يحدث quot;ويا دار ما دخلك شرquot;, ألم يسمع هتافات الغضب? ألم ير هذه الجموع التي اعادتنا الى تاريخ مصر المجيد. فهو الآن لا يسمع سوى صدى صوته أو عبارات المديح والنفاق التي يرددها المحيطون به في أي نطاق..
لذلك اتساءل: هل يعرف الرئيس مبارك حقيقة ما يجري ويحدث في شوارع ام الدنيا, وهل يشاهد غير الفضائيات المحلية التي تقول ان quot;الوضع ممتازquot;?! .
لا اعتقد ان الرئيس رأى وتابع ما حدث فوق quot;الكوبريquot; حيث ينتصب تمثال الزعيم سعد زغلول المطل على نهر النيل الخالد, والذي أظنه قد بكى للمشهد المروع الذي دارت فصوله المأساوية يوم الجمعة الماضي. اعتقد ان سعد زغلول قد بكى لكثرة ووفرة القنابل المسيِّلة للدموع التي القيت على رؤوس شباب مصر فوق الجسر الكبير, فالمشهد يُبكي الصخر.. ولكنه يذكرنا بقول سعد زغلول: quot;الحق فوق القوة والامة فوق الحكومةquot;...
الآن كل الانظار تتجه نحو مصر التي رفع شعبها شعار التغيير والاصلاح, ولا اعتقد ان سياسة quot;الترقيعquot; او quot;الفزعة وقت الغارةquot; ستنقذ النظام من التغيير, فالتبديل في الحقائب والمناصب لرجال العهد وبطانته والتلويح باستخدام القمع لن تعيد عقارب الساعة الى الوراء, فقد زحف الشعب المصري الى الامام.. وفاض النيل...
التعليقات