انس زاهد
لو نجحت مصر في الخروج من الأزمة الحالية بأمان ، فإن مصر والمنطقة العربية كلها ستتمكنان من صناعة الغد ومن العبور إلى المستقبل . وإذا ما فشلت مصر لا قدر الله ، فإننا كعرب سنعود إلى الوراء كثيرا .. وعندما أقول سنعود إلى الوراء فإنني لا أقصد العود إلى مرحلة النصف الثاني من القرن السابق فقط ، ولكنني أقصد العودة إلى مرحلة دويلات الطوائف أو ربما إلى مرحلة ما قبل الدولة نفسها .
. العرب ، ، يعون خطورة ما تدونه مصر الآن في كتاب التاريخ ، فإنك تجدهم معنيين بمصر كما لو أنهم كانوا مصريين بالفعل .
هناك مقولة معروفة مؤداها أن لا حرب ولا سلم بدون مصر . والأحداث الأخيرة أكدت أن دور مصر يتجاوز حدود الحرب والسلم ، لأنها أثبتت أن لا حاضر ولا مستقبل بدون مصر .
الأميركيون ، الإسرائيليون ، والغرب كله مصاب الآن بالرعب . حتى الصين حجبت كلمة مصر من جميع محركات البحث الإلكترونية حتى لا يتأثر شبابها بالأحداث الجارية في ميدان التحرير الذي أصبح أشهر ميادين العالم .
هل رأيتم حجم مصر ..؟ هل فهمتم الآن دورها ..؟ هل عرفتم يا خبراء العالم أن تحجيم دور مصر في المنطقة العربية وانكماش حضورها في أفريقيا والعالم الثالث ، يمكن أن يؤدي إلى تأمين مصالح الغرب على المدى القصير ، لكنه سيخلق اضطرابات لا يعرف ما يمكن أن تؤول إليه من نتائج ، سوى الله وحده .
مصر لا يمكن أن تتنازل عن دورها التاريخي والقيادي بسهولة ، لأنه قدر أكثر من كونه دورا اختارته وتمارسه بإرادتها .
الغرب لا يريد أن يفهم ذلك ، ولذلك فإنه كان ولا يزال ، يعمل على إضعاف مصر متجاهلا أن إضعاف مصر سيتسبب في خلق المشاكل التي لا قبل له بمواجهتها ، أكثر مما يمكن أن يؤدي إليه من تأمين لمصالحهم الاستعمارية .
المشكلة ان الغرب لا يحتمل وجود مصر قوية ولا ضعيفة .
التعليقات