مكرم محمد أحمد

أكثر ما يقلق إسرائيل من التطورات الجارية في مصر الآن ليس ان تستولي بعض جماعات الإسلام السياسي علي الحكم في مصر عبر صناديق الانتخاباتrlm;,

rlm; وتأتي حكومة اسلامية محافظة تلغي معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيليةrlm;,rlm; وتضرب عرض الحائط بخيار السلام الذي اعتبرته مصر لحقبتين من حكم السادات ومبارك خيارا استراتيجياrlm;,rlm; في ضوء التزام المجتمع الدولي بتسوية شاملة للصراع العربي الإسرائيلي تضمن إنسحاب اسرائيل من الأرض العربية وقيام الدولة الفلسطينيةrlm;,rlm; لان اسرائيل تعرف جيداrlm;,rlm; خاصة بعد ثورةrlm;52rlm; ينايرrlm;,rlm; أن جماعات الإسلام السياسي يمكن ان تكون في افضل الاحوال فصيلا سياسيا مشروعا إذا صفت بحق الي جوار الدولة المدنيةrlm;,rlm; لكنها لايمكن ان تكون بديلا عن هذه القوي الجديدة الليبرالية الشابة التي ظهرت علي سطح الحياة السياسية وتفوقها قدرة وعددا وتنظيما والمنفتحة علي العالمrlm;,rlm; ترفض كل صور التمييز الدينيrlm;,rlm; وترهن تقدم مصر بتقدم المعرفة والعلم والتزام حقوق الإنسانrlm;,rlm; واجتثاث الفساد وتقريب الفوارق بين الطبقاتrlm;.rlm;
وأظن أن إسرائيل تعرف من تجربتها الطويلة مع حماس التي لم تعد تطرح في برنامجها السياسي هدفا أبعد من إقامة الدولة الفلسطينية علي أرض الضفة والقطاع قبول حماس المتزايد لفكرة التعايش والتهدئة مع إسرائيل لتعميق سلطتها علي القطاعrlm;.rlm;
ولست أعتقد اننا نستطيع ان نضع خارج هذا السياق إقرار السيد عصام العريان أحد قادة جماعة الإخوان الاخيرrlm;,rlm; بأن معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيليةrlm;,rlm; تضمن حقن الدماء وتكفل قيام الدولة الفلسطينية وتسعي الي سلام شامل وعادلrlm;,rlm; بهدف طمأنة الغرب علي ان الجماعة يمكن ان تطور فكرها لقبول تعايش آمن مع إسرائيل في ظل سلام شامل يعالج جوهر الصراع المتمثل في القضية الفلسطينيةrlm;.rlm;
ولكن أكثر ما يقلق إسرائيل من التطورات التي تجري في مصر ليس احتمالات التوجه نحو حكم إسلامي علي نمط إيران تتيح لإسرائيل فرصة تجييش مشاعر العداء الغربي لمصر وإنما أن تصبح الديمقراطية خيار مصر الاستراتيجي في ضوء مفاهيم ثورة جديدة تصر علي بناء مصر العصريةrlm;,rlm; دولة مؤسسات مدنية تعني بالعلم وبالمستقبل وتحترم حقوق الإنسانrlm;,rlm; لان هذا الخيار يبني مصر القوية القادرة علي استعادة مكانتها ودورهاrlm;,rlm; ويسحب من اسرائيل ميزتها وادعاءها الأساسي بأنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسطrlm;.rlm;