إسحاق الشيخ يعقوب

ان الانتفاضة التونسية والانتفاضة المصرية هما حدثان تاريخيان استمدا واقعهما الموضوعي والذاتي من حيثيات جدل واقع الضرورة في الحياة.. بعد ان تنامت التحولات المادية والفكرية في المجتمع وفاجأت الجميع بانفجار اجتماعي وسياسي ما كان في حسبان احد!!
ان مجمل الاحداث التاريخية لم يتعسفها احد.. وانما تناضجت كيميائيا وفيزيائيا في المجتمع التونسي والمجتمع المصري وانفجرت في وجه الطغيان والفساد!!
ولقد تجاوز الفساد في تونس ومصر تعسفه الديماجوجي ضد التاريخ حتى انفجر التاريخ في وجه متعسفيه!!
اما مملكة البحرين في مشروع الاصلاح الوطني.. فلم يكن واقعا متعسفا ضد التاريخ: وقد بدأت خطواته تتهادى في الحرية والديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان واخذت ايقاعها في حياة الناس منذ عشر سنوات بعد ان تم اقصاء واقع تعسف التاريخ في قانون امن الدولة سيئ الصيت وردمه وإلى الابد امام مسار مشروع الاصلاح الوطني في التاريخ!!
وفق هذا المنظور الجدلي.. احسب ان البؤس يتشكل سياسيا لدى بعض الجمعيات السياسية البحرينية المتطرفة من الذين يتعسفون واقع احداث تونس ومصر في تفعيل المظاهرات والاعتصامات وصدامات التطرف واقع بحريني اجتماعي يتفاعل في جدل الاصلاح والتغيير متنائيا ارادة ومنهجا من واقع تعسف التاريخ!!
وكان تدبيرا وترتيبا سياسيا وايدلوجيا من الخارج ومن دوائر ولاية الفقيه في قم بالتحديد ركب امواج تعسف التاريخ في مقاربة تونس ومصر تعسفا وتطرقا بمملكة البحرين التي تشق طريقها نحو فجر التاريخ في الحرية والديمقراطية وبناء دولة العدل والقانون والمساواة واضاءة نور الحرية في عتم الظلام!!
وكانت الاشاعة في الافتراء والتلفيق والتزوير صوتا وصورة تأخذ تقنيتها في التحريض عبر الانترنت والفيس بوك.. في الاثارة وتأجيج النعرات الطائفية وتزيين نفوس الغوغاضية ودفعهم إلى دوائر الاستفزاز والشتم والصدام ضد رجال الامن والدولة متاجرة بدماء الشهداء في تصعيد الاوضاع وتأزمها واستثارة الفضائيات واجهزة الميديا ودوائر حقوق الانسان في تسليط الاضواء فيما يوغر الصدور الطائفية وتأزيم الاوضاع وتأجيجها استهدافا مغرضا وتدخلا وقحا تحركه اصابع من الداخل والخارج.. وليس من الصدفة بمكان ان تتباهى جهات الميدى الايرانية في شخص ربان ولاية فقيهها خامنئي بان روحانية الجمهورية الاسلامية الايرانية تأخذ ابعادها في تونس ومصر.. ومن واقع اوهام وتخرصات ان احداث البحرين هي امتداد لاحداث تونس ومصر!!
صحيح ان ليس كل شيء في مملكة البحرين مستتب وعلى ما يرام.. ولم يقل احد ذلك ndash; ولم يأت مشروع الاصلاح الا لتحقيق الكثير والكثير من الامور الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي هي ضمن هواجس اعتبارات المشروع الاصلاحي في العمل على تحرير القرية والمدينة من الفقر والجهل والمرض والقضاء على الفساء وتعزيز الاصلاح في قطاع التعليم والصحة والخدمات العامة.. وتكريس الحريات العامة وتحقيق كرامة المواطنة ومساواتها في الحقوق والواجبات!!
ان اشد ما يعرقل مشروع الاصلاح ويحبط الروح المتوثبة لدى صناع القرار في الدفع بعجلة الاصلاح إلى الامام.. هو سياسة التطرف وعدمية الرؤيا العقلانية والموضوعية والشحن الطائفي والمواقف السياسية الموتورة التطرف التي تهيمن على جهات قيادات وكوادر جمعيات سياسية فاقدة المسئولية تجاه المجتمع وهو ما يعرض المجتمع البحريني ومشروعه الاصلاحي في الحرية والتغيير إلى مجاهل سياسية لا احد يدرك مغبة عقباها.. وانه لمن المؤسف ان تتذيل بعض الجهات السياسية المحسوبة على الليبرالية والوطنية افرادا وجمعيات سياسية الهاجس الطائفي الذي تدفع به بعض الجمعيات السياسية والتي تتلقى تعليماتها من الخارج في دفع حريق الارهاب والتطرف والعمل على زعزعة مشروع الاصلاح الوطني عن مواقعه التنويرية في الاصلاح والتغيير!!