جاسم العطاوي

جماعة الاخوان المسلمين المصرية المتهمة بعلاقاتها الحميمة جدا مع نظام رجال الدين الحاكم في طهران, ومع حزب الله اللبناني, هل اصبح الطريق سالكة امامها الآن وبعد سقوط الرئيس حسني مبارك للوصول إلى السلطة في القاهرة على مستوييها الرئاسي والبرلماني, هذا الهدف الذي عجزت هذه الجماعة عن تحقيقه ابدا منذ تأسيسها لاول مرة عام ndash; 1928 ndash; في مدينة السويس على يد الامام حسن البنا.
اقول ndash; اقول لكم يبدو بالفعل وبعد التطورات السياسية الكبيرة الاخيرة التي شهدتها مصر سقوط الرئيس مبارك يبدو ان الطريق اليوم اصبحت ممهدة ومفتوحة امام laquo;الاخوانraquo; ولاول مرة في تاريخهم للوصول إلى السلطة في بلادهم في مصر او في اسوأ حظوظهم المشاركة بها بنصيب وافر ومؤثر.
كيف؟
اقول, هذا التوقع بنيته على حقيقتين اثنتين, الاولى ضعف القوى, والاحزاب السياسية بشكل عام على الساحة المصرية ndash; والحقيقة الثانية قوة laquo;جماعة الاخوانraquo; عددا وتنظيما.
اقول, ضعف القوى والاحزاب الكلاسيكية على الساحة laquo;على الساحة المصريةraquo;, ومحدودية شعبيتها وفي حالات انعدام هذه الشعبية كليا كما هي الحالة بالنسبة لحزب الوفد, والحزب الناصري, وحزب التجمع, اضافة لهشاشة الاحزاب الجديدة بصفتها احزاب استعراضية ليس الا كما هو حال حركة laquo;كفايةraquo; وحزب laquo;الغدraquo;, اقول هذا وضع بالتأكيد يجعل من laquo;الاخوان المسلمينraquo; جماعة ذات حظوظ قوية وقوية جدا في كسب الانتخابات المصرية على المستوى الرئاسي, وعلى المستوى البرلماني في السنوات القادمة, وفي كل مرة تنظم فيها هذه الانتخابات.
لكن, بالحقائق والارقام, ما حدود حجم قوة جماعة laquo;الاخوان المسلمينraquo; على الساحة السياسية المصرية؟
شكلت هذه الجماعة, وعلى امتداد قرابة 60 عاما, القوة الوحيدة والاساسية المعارضة لانظمة الحكم في عهد عبدالناصر, وفي عهدي السادات ومبارك.
فازت الجماعة بـ 20% مقاعد برلمان ndash; 2005 ndash; وفي الاحداث الاخيرة شكل شبابها حسب تقارير حوالي 20% من حركة شباب مصر التي اطاحت بنظام الرئيس مبارك.