مطلق سعود المطيري
ظلت الرؤية الإسرائيلية لمستقبل نظام الحكم في مصر في حالة غياب الرئيس المصري السابق حسني مبارك تنحصر في ثلاثة أشخاص لا رابع لهم وهم جمال مبارك ومدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان، ووزير الدفاع محمد حسين طنطاوي وظل الأخير الأقل فرصة في الاستحواذ على هذا المنصب نظراً لظروفه الصحية.
وتطرقتْ أكثر من دراسة إسرائيلية للحديث عن حتمية وصول جمال مبارك لسدة الحكم في حالة غياب والده عن السلطة ، إلا أن ما شهدته مصر مؤخراً يدعونا لإعادة قراءة دراسة خطيرة صدرت قبل نحو عامين عن مركز بيجين - السادات للدراسات الإستراتيجية البحثي الإسرائيلي عن مستقبل العلاقات بين القاهرة وتل أبيب وتحدث فيها كاتبها أيهود عيلام عن وجود احتمالات ودلائل تشير إلى أن الجيش المصري قد يلعب مستقبلاً دورا في حسم مسألة خلافة جمال مبارك وأن هذا الدور من شأنه أن يحدّ من وصول جمال لهرم السلطة نظراً لعدم رضا قادة الجيش عنه ولخوفهم من أي إجراءات قد يتخذها جمال تتعارض مع مصالح الجيش.
وتحدث عيلام كذلك عن أن رحيل مبارك المفاجئ قد يعرض مصر لهزة كبرى تصيب هذا البلد بتمزق مما يعني القضاء على أي فرص لوصول جمال للسلطة وقال إن غياب جمال يعني أن الأمر قد ينحصر في وصول رئيس ضعيف نسبيا على الأقل خلال بداية مهام منصبه يطمح من أجل البقاء السياسي والشخصي, الأمر الذي من شأنه أن يؤثر بشكل أو بآخر في العلاقات مع إسرائيل, لأنه سيكون هناك بعض الأمور الداخلية للرئيس المصري ستظل الأهم والأكثر قيمة في مسألة صنع القرار فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل، وقال إنه من المرجح أن تشهد الفترة التي ستمر فيها مصر بحالة من عدم الاستقرار توترا متبادلا بين الدولتين.
والواضح الآن أن التفكير الإسرائيلي ينحصر في كيفية التعامل مع نظام مختلف في مصر، على إثر التطورات الأخيرة التي شهدتها وما تبعها من تخلي الرئيس مبارك عن السلطة وتولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة لفترة مؤقتة تمهيداً لتعديل الدستور ولإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية .
ويمكن القول إنه منذ سقوط نظام الرئيس مبارك راحت تل أبيب تتحدث دون انقطاع عن مخاوف إسرائيل من التغيرات الأخيرة في مصر وهو الأمر الذي جعل أكثر من خبير إسرائيلي يتحدث عن أن المرحلة القادمة تتطلب أن تضع تل أبيب على رأس أولوياتها احتمالية إعادة التخطيط على الصعيدين الاستراتيجي والعسكري، إذا ماتحولت العلاقات مع مصر إلى علاقات غير ودية , كما أجمع عدد منهم على أن قلق إسرائيل ينبع أساساً من قوة الإخوان المسلمين، أكثر قوى المعارضة تنظيماً في مصر وقولهم إن هذا القلق ينبع في الأساس من مسألة العلاقات الوطيدة التي تربط الإخوان بحركة حماس..
ويمكن تلخيص حالة الخوف الإسرائيلية فيما ذكره دان سكوفتان، مدير قسم دراسات الأمن القومي في جامعة حيفا الإسرائيلية وقوله إن بزوغ نظام أقل حميمية في مصر، حتى وإن لم يلغ معاهدة السلام، سوف يخلق قدراً كافيا من عدم اليقين بأن إسرائيل سوف تشعر بأنها مجبرة على توسيع جيشها وزيادة الإنفاق على الشؤون الدفاعية..
التعليقات