صالح إبراهيم الطريقي


حين قال نائب الرئيس المصري عمر سليمان laquo;الشعب المصري غير مهيأ للديمقراطيةraquo;، شن الكثير من كتاب المقالات في الوطن العربي ـ الذي يمكن القول إن أغلب كتابه laquo;غير مهيئين للديمقراطيةraquo; ـ حملة على laquo;عمر سليمانraquo;، من باب نفاق الجماهير، فذاك يصف جملته أنها تدل على ديكتاتوريته وآخر يرى أن laquo;عمرraquo; أهان الأمة وثمة من قال إنها laquo;أسوأ إهانة وجهت للشعب المصري العظيمraquo;.
وهكذا مضى الهجوم لا أحد تعامل مع ما قيل على أنه رأي وجهة نظر قابلة للاحتمالين فغالبية من تناول هذا الأمر ترك الفكرة وشن حربه على حامل الفكرة ليكسب جماهير laquo;ينصر دينكraquo;.
مع أن الديمقراطية تبيح للجميع أن يعبر عن وجهة نظره دون أن يقمع أو يهدد بالسجن أو بالذهاب للنار فيما الديكتاتورية هي من تقمع صاحب الرأي فيتم ترك الفكرة ويبدأ الهجوم على صاحبها.
من وجهة نظر شخصية أرى أن ما قاله laquo;عمر سليمانraquo; إلى حد ما صحيح فالشعب المصري ما حدث له الآن هو انتباه للواقع المعاش ثورة غاضبة غاضبة من كل شيء لكنه يحتاج بعد هذا الانتباه أن يعرف أن مسار الديمقراطية ليس بالسهولة التي يتوقعها laquo;كتاب كذابين الزفةraquo;.
ولو laquo;كان الشعب المصري مهيأ للديمقراطيةraquo; كما يظن الكثير لما شاهدنا تلك الطقوس الدينية في ميدان التحرير فمن المفترض أن تكون الطقوس الدينية في المسجد/ الكنيسة.
ولا يحق laquo;للشيخ/ القسraquo; أن تكون لهما ميزة وقدسية في ميدان التحرير تختلف عن كل الموجودين فهما خارج المسجد/ والكنيسة كالبقية أو هكذا الديمقراطية في محصلتها النهائية تساوي بين الجميع في قدسية قيمتهم لأنهم بشر.
إن الشعب الجاهز للديمقراطية شعب يقوده عقله الذي يجعله في الانتخابات قادرا على معرفة أي البرامج ستحقق مصالحه وما الذي فعله الحزب الحاكم في فترته السابقة ليستحق فرصة أخرى أم يجب إبعاده بسبب أخطائه التي أضرت المجتمع؟
فيما الشعب غير المهيأ ديمقراطيا يقوده شيخه/ قبيلته/ قسه وتفضح صناديق الاقتراع عدم جاهزية الشعب لأن صناديق الاقتراع ستحضر للشعوب نفس السلطة السابقة التي كانت متواجدة قبل أن يهتف laquo;نريد إسقاط النظامraquo;.
خلاصة القول: أغلب الشعوب العربية غير جاهزة للديمقراطية وعليها أن تجهز نفسها وسيحدث هذا حين تعي أن صناديق الاقتراع هي المحصلة النهائية لمسيرة الديمقراطية وليست الديمقراطية.
أقول هذا وإن ردد كتاب laquo;كذابين الزفةraquo;: إن هذا المقال أسوأ إهانة؟