شريف قنديل
ملفات عربية ساخنة تنتظر الرئيس المصري القادم، بعد أشهر قليلة عبر انتخابات حرّة ونزيهة، بمفهوم الحرية الأصلي، والنزاهة الحقيقية.
وبحكم الاتجاه السياسي السائد في مصر للمرحلة المقبلة، والذي يقضي ببرلمان شرعي، ومن ثم حكومة حقيقية، فإن عبء الوضع الداخلي سيُلقى بأكمله على الحكومة، بحيث يتفرّغ الرئيس للوضع الخارجي، الذي يبدأ عربيًّا، قبل أن ينتبه إفريقيًّا، ثم يتّجه عالميًّا.
ولا شك أن بوصلة مصر الخارجية الجديدة تحتاج إلى ضبط، بحيث تأخذ اتّجاهها الصحيح بما يفيد المصريين، والعرب أجمعين.
إن علاقات مصرية سعودية متينة تظل هدفًا أسمى في ضوء ما يعتمل في المنطقة من تغييرات مفزعة بالمعنى الكامل والواضح لمفهوم الفزع.. كما أن علاقات مصرية سورية شفّافة وقائمة على قاعدة التعاون العربي الحقيقي تظل في مقدمة أولويات المرحلة الجديدة، ولكي يتحقق ذلك لابد من رؤية، بل رغبة مصرية سعودية مشتركة في لملمة ما تقطّع، وترميم ما انكسر، مع الأخذ في الاعتبار أن المهمة هنا ليست مصرية سعودية فقط، وإنما سورية أيضًا.
إن الانكفاء على الذات بدعوى، أو بداعي الاستغراق في الهموم والقضايا الداخلية، دون النظر إلى ما حولنا، وعلى مرمى أبصارنا، بات يمثل خطرًا كبيرًا على الأمن القومي لكل دولة على حدة، وعلى الأمن القومي العربي بألف لام التعريف.
لقد اكتفت مصر في الفترة، بل الفترات الماضية بمراقبة السودان، فكان ما كان. كما آثرت الفرجة على ليبيا من بعيد، فكان ما فعله ويفعله ldquo;الأخrdquo; العقيد.
وغنيٌّ عن القول إن أهمية ليبيا والسودان لمصر، وأهمية مصر لهما، لا تقل عن أهمية اليمن والبحرين للسعودية، فضلاً عن أهميتها لهما.
ولأن ذلك كذلك، فإن أجندة الرئيس المصري القادم على المستوى العربي مليئة بالمهام، ولا أقول الألغام، خاصة وأن الوضع بعد خمسة أشهر قد يختلف عنه بعد خمسة أسابيع، وربما خمسة أيام.. ومَن يدري؟! فربما تصبح ليبيا دولة عربية، أقصد ليبيا النظام، وليس ليبيا الشعب العربي العريق.
التعليقات